يملك لبنان مطارا واحدا في بيروت وتحديدا على تخوم الضاحية الجنوبية للعاصمة، ويحتوي على 3 مدرجات، شرقي وغربي وبحري. ويعاني ما يعانيه، فتارة يُحكى عن نقص بالمعدات وطورا عن "خلل أمني"، ولكن الجديد اليوم هو امكانيّة إغلاق المدرّجات الثلاثة لأسباب متنوعة، ما يعني نقل المطار إلى مكانٍ آخر.
تصدّر مطار بيروت الدولي الواجهة الإعلامية من "الباب الأمني" أكثر من مرة آخرها سفر الطفل الفلسطيني خالد الشبطي الى تركيا من دون جواز سفر، ولعل الأحداث التي سبقت معارك 7 أيار هي الأشهر في هذا المجال يوم تم اتهام حزب الله بتركيب كاميرا مراقبة للمدرج الغربي، واتهام "الشيعة" بالسيطرة الأمنيّة عليه عبر رئيس جهاز الأمن فيه آنذاك العميد وفيق شقير. كما علت أكثر من مرة "الصرخات" التي تشكو سيطرة حزب الله على مدخله عبر تواجد جمهوره في محيطه واقدامه على اقفال الطريق أكثر من مرة. كل تلك الأحداث جعلت البعض يطالبون بفتح مطارٍ ثانٍ، وقد ذهب أحدهم الى مكان أبعد عندما طالب سرًّا بنقل مطار بيروت من موقعه الحالي الى مكان آخر، حسبما تقول مصادر خاصة لـ"النشرة"، مضيفة: "يعلم الجميع ان ليس بالإمكان نقل المطار من مكانه الحالي دون موافقة مكوّنات البلد الاساسيّة وخصوصًا المكون الشيعي، ولذلك لا بد من التفكير بطريقة مختلفة، ولعلّ بعضهم قد وجد الحلّ عبر اغلاق المدارج الثلاثة فعندها تصبح معارضة نقله صعبة".
وتشرح المصادر في هذا السياق، ان المدرج الشرقي يصادف وجود فندق الحبتور على خطّ سير الطائرات ممّا يعرقل حركتها، مع العلم انه يستعمل تاريخيا للاقلاع كونه لا يعاكس اتجاه الريح في اغلب أيام العام، وهو ما ينافي مبدأ الهبوط بعكس اتجاه الرياح. أما بالنسبة للمدرج الغربي والذي يستعمل حاليا بانتظار تحديث نظام الهبوط الآلي الموجود عليه، فهو يعاني من "وجود منطقة الاوزاعي في نطاقه" وهذا ما يؤدي الى رفض بعض الطائرات القيام بعملية الهبوط عليه لأنّها ستكون على مقربة من المنازل، ويمكن اسقاط طائرة بـ"رشّاش" حربي آلي وهذا يسبب هاجسًا لشركات الطيران حسب وصف المصادر، اضافة الى تخوفهم من حصول أي حادثة كسقوط الطائرة على البيوت والاحياء الامر الذي سيسبب كارثة على سبيل المثال. ويبقى أخيرا المدرج البحري، وهو الذي يعاني اليوم وسيعاني اكثر من وجود مطمر النفايات بالكوستابرافا. وهنا تقول المصادر: "لا يتوهمن أحد بأن وجود المطمر المذكور لن يؤثر على حركة طيران مطار بيروت الدولي، لا سيّما أن الشركات العالمية تطالب بتوافر أقصى معايير السلامة العامة لطائراتها، وهي لن ترضى اطلاقا بأن يكون قرب مكان هبوطها مطمرا للنفايات لسببين: الاول يتعلق بغاز الميثان وحرقه أي ما يعرف بتقنية "flaring" وهو ما كتبت "النشرة" عنه تقريرا كاملا منذ فترة بعنوان "غاز الميثان قد يعرض مدرج مطار بيروت للإشتعال"، والثاني بسبب تزايد أعداد الطيور قربه".
يجذب مطمر النفايات الطيور اليه، وتحديدا النورس، ورغم ان منطقة الاوزاعي كانت جاذبة للطيور قبل المطمر بسبب مخارج الصرف الصحي الا ان وجود القُمامة سيؤدي لتزايد أعدادها بنسبة كبيرة، وقد لا تكفي الاجهزة المركبة على المدرج والتي تؤدي لهرب الطيور، من تأمين الضمانات اللازمة للطائرات للهبوط أو الإقلاع بسلام رغم معرفتنا بأن الانتهاء من ازمة الطيور بشكل تام لا يمكن ان يحصل في أي بلد من العالم.
منذ سنوات تم إصدار قانون يمنع سكان منطقة الاوزاعي من تربية الحمام لحماية الطائرات من خطرها، ولكن الدولة نفسها التي منعت الطيور يومها قررت انشاء مطمر قرب المطار وجذب الطيور اليه.
لا يسلم مطار بيروت من الانتقادات، ولكنها عادة لا تكون كافية للمطالبة بنقله من مكانه، ولكن لم يعد بعيدا اليوم الذي ستصبح فيه حركة الطيران صعبة جدا على مدارج مطار بيروت الثلاثة، وعندها ستصبح المطالبة بنقل موقع المطار مباحة ومستندة الى اسباب تقنية بحتة بينما سيكون باطنها كما اليوم "أمني، وطائفي". فهل هناك من يعمل للوصول الى هذا الهدف؟