لا تشبه قصّة أهالي سن الفيل وجسر الباشا مع التقدّم بأزمة النفايات أي قصّة أخرى، فقد إستيقظ الأهالي منذ حوالي اليومين على إعلانات في المنطقة مكتوب عليها "الى جميع المواطنين ممنوع رمي النفايات حتى اشعار آخر وعلى الشركات الالتزام بالقرار تحت طائلة المسؤولية". هذا الاعلان دفع جوزيف الى حمل نفاياته والتوجه الى منطقة مار ضومط التي تقع على حدود برج حمود لرميها بعد أن ابلغ أن أي شخص من سن الفيل يريد رمي النفايات عليه التوجه الى هناك، إلا أنه اصطدم بشرطة بلدية برج حمود التي حضرت على الفور طالبةً منه عدم رمي النفايات في نطاقها. فجال على الطرقات وعاد الى منطقته ونفاياته لا تزال الى جانبه.
مع مضي الوقت لم يجد أهالي المنطقة أمامهم سوى عامل التنظيفات في الشوارع ليعطوه أكياسهم ومعها بعض الأموال كونه الحلّ الوحيد المتوفر أمامهم بعد إزالة المستوعبات، أو التوجه بنفاياتهم الى مناطق أخرى. وفي هذا الإطار أكدت مصادر متابعة لـ"النشرة" أن "عملية إزالة المستوعبات من المنطقة جديّة"، مبررة اتخاذ مثل هذا الاجراء بأن "بعض الشاحنات من خارج المنطقة تحضر وترمي نفاياتها في البلدة"، ومشيرةً الى أنه "في الأماكن التي كانت تُرمى فيها القُمامة سابقاً ستقف شرطة البلدية وتمنع الناس من رمي النفايات".
"النشرة" حاولت الاتصال برئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة لإستيضاحه حول المسألة ومعرفة الخطوات التي تنوي البلدية اتخاذها لمعالجة مشكلة النفايات المتراكمة في الشوارع، ولكنها لم تلق جواباً. إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن "البلدية تدرس حلولاً عديدة للمسألة منها تكليف شركات خاصة تملك شاحنات، المرور على المنازل وأخذ النفايات ورميها خارج سن الفيل.
مشكلة النفايات المتراكمة تنسحب على ساحل المتن أيضًا، إلا أنّ أياً من البلديات لم تتخذ الإجراء الذي إتخذته بلدية سن الفيل بمنع سكانها من رمي نفاياتهم في نطاقها، ليبقى السؤال: ماذا يفعل المواطنون بنفاياتهم والى أين يتوجهون بها؟