ربط وزير خارجية مصر السابق نبيل فهمي، "تراجع الدور القومي بغياب الزعامات العربية التي لها ثقل وطني وإقليمي وهو ما فقده العالم العربي في الربع الأخير من القرن الماضي، فاختفت الزعامات".
وفي محاضرة بعنوان "العالم العربي في القرن الحادي والعشرين: التحديات والآفاق"، أوضح أنَّ" مستقبل العالم العربي والشرق الأوسط سيشهد ظهور فراغ سياسي لغياب الحراك العربي للدول العربية الكبرى، وتنامي نشاط الدول غير العربية في المنطقة وفي الجوار المباشر، وفي المقام الأول إيران وتركيا وإسرائيل الذين أصبحوا طرفا فاعلا ومباشرا، ويترافق ذلك بالطبع مع غياب كامل وغريب للدبلوماسية العربية"، معتبرا أنه "بالنسبة للمشرق العربي بشكل خاص يبدو أن الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران"، مشيرا إلى "التداعيات شبه الإقليمية التي اتخذتها القضيتان السورية واليمنية".
ولفت فهمي إلى أنَّ "أهم أسباب فشل العرب في إدارة عملية التغيير وانتشار الفوضى السائدة في المنطقة هو غياب النموذج العربي الذي يمكن أن يحتذى به كدولة معاصرة للقرن الحادي والعشرين"، مستبعدا أن" يعود الاستقرار في المنطقة قبل تقويم العلاقات بين تركيا ومصر وبين السعودية وإيران وكلاهما على حد سواء وذلك نظرا لأهمية مصر والسعودية وتركيا وإيران في تشكيل الحاضر وتحديد المستقبل"، معتبرا أنَّ "تحقيق ذلك صعب جدا، إن لم يكن مستحيلا على المدى القصير".