ليكن الله في عون «حزب الله»، همه الحفاظ على الحكومة وفي الوقت ذاته ارضاء حليفه رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون والتوفيق ايضا بينه وبين رئيس «مجلس النواب» نبيه بري وباقي مكونات 8 آذار.
هو «ابو ملحم» هذا الفريق اذا صح التعبير، وعلى هذا القياس فانه ما زال يحاول قدر المستطاع انقاذ الحكومة ولكن الى متى، تسأل مصادر مقربة من حزب الله، وتضيف، من المؤكد ان الحزب سيستمر في مجاراة عون في رحلة اعتكافه الحكومي في الجلسات المقبلة حتى ايجاد الحلول المناسبة ولكن فليجيبنا احد: ما الداعي لاستمرار حكومة تمام سلام اذا تعثرت الحلول واستمرت المقاطعة؟
سؤال مشروع وبرسم المعنيين، وفقا للمصادر، التي اكدت بأن محاولة الحزب التخفيف من وطاة الازمة الحكومية المستجدة تستلزم من الافرقاء الآخرين في الحكومة اتخاذ مواقف مشابهة، في حين يجب ان يستوعب الجميع بأن حرص حزب الله على بقاء الحكومة لا يعني ابدا بانها «خط احمر» وبالتالي هناك امكانية تحت اي اعتبار للتخلي عن ميشال عون او تركه وحيدا كرمى استمرارها!
وعليه، لفتت المصادر الى ان حزب الله يحاول حاليا تقييم الامور لبلورة الموقف المناسب وبالتالي فهو لم يتخذ بعد اي قرار في انتظار ما يمكن ان تسفر عنه الاتصالات المكثفة لاحتواء الازمة الراهنة التي تجري على خط «حارة حريك - عين التينة - الرابية - المصيطبة» من جهة، وعلى خط « تيار المستقبل - عين التينة - كليمنصو» من جهة اخرى، وهذا يعني مبدئيا بأن هناك تعويلا على امكانية نجاح هذه الاتصالات في لململة شمل الحكومة.
وفي الانتظار، يمكن القول بأن الحزب يؤجل «المشكل» ويفسح في المجال امام الوساطات لتأخذ مجراها لا سيما وانه لا يحبذ الوصول الى مرحلة الاختيار بين «عون او الحكومة» لان الخيار هنا واضح فمهما كان الحزب حريصا على الحكومة الا ان العلاقة مع عون تأتي في الصدارة.
وهذا يعني، وفقا للمصادر، بأن حكومة تمام سلام ليست بمنأى عن الانفجار، ومهمة الحفاظ عليها لا تقع على عاتق حزب الله وحده انما تستلزم مضاعفة الجهود من كل الافرقاء.