هذا الشعار الذي رفعته الرابطة المارونية قبيل وخلال ورشتي العمل اللتين نظمتهما في بحر الأسبوع الماضي واختتمتهما يوم الثلاثاء بمؤتمر حاشد إنتهى بتوصيات مهمة... والذي ستظل ترفعه مادامت أزمة النزوح السوري متفاقمة، يتلاقى مع عنوان المؤتمر »النازحون السوريون...طريق العودة«.

فقد حرصت الرابطة من خلال النشاط الذي بذلته اللجان المعنية والذي تابع تنفيذه بدأب كبير المحامي وليد خوري، على أن تقول انها تعمل لعودة النازحين بكرامة. فهذه العودة هي »حق« لهم وهي أيضاً »واجب« على اللبنانيين تأمين (أو المساعدة في تأمين) هذه العودة بكرامة...

لقد بادرت الرابطة المارونية برئاسة النقيب أنطوان قليموس، لأن تتصدّى الى واحدة من أكثر مشكلات القرن الحادي والعشرين دقة وصعوبة... وهي المعضلة التي يبدو العالم كله عاجزاً أمامها أو متواطئاً... وعلى أعلى مستوياته الأممية. فعندما يدعو أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الى تثبيت النازحين واللاجئين في أماكن نزوحهم ولجوئهم تكون المؤامرة قد بلغت ذروتها بالرغم من »المغمغة« في النفي الأممي الذي لا ينفي أي تهمة بل يؤكدها. وما تتغرغر به حناجر الناطقين نفياً من شأنه أن يدفع لبنان الرسمي الى مبادرة لم تأت ما اضطر الرابطة المارونية لأن تتصدّى لهذا الأمر المفصلي والمصيري الخطير بواقعية وعقلانية وبمحبة لا غبار عليها لهؤلاء النازحين الذين »يجب أن يعودوا الى وطنهم بعزة وكرامة وأمان«.

وليس ثمة ما يبرّر تخاذل السلطة اللبنانية ازاء هذه الأزمة الكبرى. صحيح أنّ بعض المسؤولين سعى وقال وأدلى بتصريحات وعقد إجتماعات... ولكن ذلك كله هراء وضحك على الذقون... فيلدلونا على نازح واحد (لا مبرّر لنزوحه) ارجعوه. وليدلونا على خطة عملية أقروها (باستثناء تلك التي اعدها وزير الخارجية جبران باسيل وستعرض على المنظمة الأممية خلال أيام) بينما كان مفترضاً أن يقيم رئيس الحكومة (ومساعدوه) الدنيا ولا يقعدوها قبل أن يحصلوا من المرجعيات الدولية والإقليمية الفاعلة إقراراً عملياً (تنفيذياً) بحتمية عودة النازحين السوريين الى ديارهم... علماً أننا نتبنى ما قيل أول من أمس من أن نحو 900 كيلومتر مربع باتت تحت سيطرة تركيا (داخل الأراضي السورية) وفي إمكان 34% من النازحين السوريين الى لبنان على الأقل (المرجع: الوزير درباس) أن يعودوا اليها ويقيموا فيها آمنين.

فماذا ننتظر حتى يتحقق ذلك؟ ولعلّه مطلوب اللجوء الى الأساليب كافة والتدابير كلها لدفع هذا الكم من النازحين (وهو يمكن أن يشمل نحو 750 ألف نازح سوري بنسبة الـ 43% من مجموعهم) لدفعهم الى العودة الى سوريا... وليس لدى هؤلاء أي حجة أو ذريعة لعدم العودة التي هي (تكراراً) »حق وواجب«.

إن الرابطة المارونية برئيسها قليموس وبالمحاميين أبي نصر وخوري، وسائر معاونيهم، تستحق التهنئة على هذا الإنجاز الذي حققته، والتقدير على هذا المجهود.

وعساها لا تقف هنا، بل تتابع الضغط حتى التنفيذ.