أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا قراره الاتهامي بحق يوسف فخر المعروف بـ"الكاوبوي"، والذي كان متهماً بالتعامل مع اسرائيل وبالتخطيط لاغتيال رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط.
فمن هو "الكاوبوي"؟
وفق القرار الاتهامي الذي اطلعت عليه "النشرة"، فإن يوسف فخر هو المسؤول العسكري للحزب التقدمي الاشتراكي بمنطقة رأس بيروت في الحرب اللبنانية وكان بأمرته ما يقارب الـ200 عنصر، قبل أن يغادر لبنان عام 1987 متجهاً نحو أميركا حيث تزوج من امرأة أميركية ما سهّل حصوله على الجنسية الأميركية.
تزوج فخر للمرة الثانية عام 1998 من اللبنانية ليليان الجوهري ورزق منها بثلاثة أولاد ولم يزر بلده الأم لمدة 24 عاماً إذ انه كان مطلوباً من المخابرات السورية بتلك المرحلة.
ظروف توقيفه
منذ العام 2011 بدأ "الكاوبوي" يتردد إلى لبنان مكرّرًا قدومه عامي 2012 و2013 والزيارة الأخيرة كانت في 18-7-2016 قبل أن يتم استدعاؤه للتحقيق في 1-8-2016.
وتم هذا الاستدعاء بعد توافر معلومات لدى الأمن العام اللبناني بأن المدعى عليه قد تواصل مع مقيم في اسرائيل ومقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يدعى "مندي الصفدي"، وان هدفه من هذا التواصل هو التشاور لدعم المجموعات الارهابية في سوريا وتجنيد عملاء لصالح اسرائيل.
إغتيال جنبلاط
بعد التحقيق مع فخر، أدلى بأن علاقة صداقة قديمة نشأت بينه وبين عنصر في المخابرات السورية يدعى "مهند موسى" أثناء الوجود السوري في لبنان، وهذا الأخير كان مقرباً من رئيس جهاز الأمن والاستطلاع آنذاك غازي كنعان. ومنذ حوالي الخمسة أشهر تواصل معه عبر الفايسبوك، إذ أخبره مهنّد أنه على علاقة طيبة مع مُضَر وريبال رفعت الأسد وأن ريبال مقيم خارج سوريا وعلاقاته جيدة مع الأميركيين وسيكون له دور في مستقبل سوريا وأن الرئيس السوري بشار الأسد لن يبقى في السلطة، أما مُضَر فهو في سوريا ومقرّب من الأسد. وبناء على ذلك، قدّم مهنّد النصيحة لفخر بأن يبني علاقات طيبة مع الاثنين.
كما أبلغه مهنّد بأن "وليد جنبلاط لن يبقى على قيد الحياة وسيتم اغتياله قبل شهر تشرين الثاني من العام 2016 أو حتى قبل ذلك إذ ان السوريين غير راضين عنه خصوصاً بعد تخلّي الروس عنه".
ونفى "الكاوبوي" أن يكون قد كلّف بأي دور لاغتيال جنبلاط، حينها واجهه قاضي التحقيق برسالة الكترونية له يقول فيه "يوماً ما سآخذ بالثأر من الذين كانوا السبب بخروجي من لبنان وبقائي في الغربة 30 عاماً"، وسأله القاضي عن المقصود، فاعترف فخر أن "هذه الرسالة صحيحة وقصدت فيها وليد جنبلاط والاشخاص التابعين له أمثال نشأت أبو كروم".
تشكيل مجموعات مسلحة
في العام 1997، تعرّف فخر على المدعو ناجي النجار في لوس انجلس الأميركية، والأخير يرتبط بعلاقات جيدة مع جهاز الـ"FBI"، كما كان مسؤولاً في القوات اللبنانية في زحلة وانشق عن ايلي حبيقة والتحق بـ"قوات سمير جعجع". ومنذ ثلاث سنوات تقريباً، عاد فخر وتواصل مع النجار عبر الفايسبوك أيضا حيث تناقشا بالمصير الدرزي وتوافقا على وجوب تشكيل مجموعات مسلحة من البيئة الدرزية خارج عباءة وليد جنبلاط.
على اثر هذا الاتفاق، بدأ فخر بالتخطيط لانشاء هذه المجموعات والتي تهدف الى:
- الدفاع عن المناطق الدرزية ضد أي اعتداء خصوصاً من قبل حزب الله.
- السيطرة على طريق الشام – بيروت وطريق راشيا – عين عطا والقرى الدرزية المحاذية لجبل الشيخ.
- تأمين ظهر "الثوار السوريين" المتواجدين في جبل الشيخ من الناحية السورية وامدادهم بالمسلحين والسلاح من لبنان، وتأمين ممر آمن لهم للانتقال من جنوب غرب سوريا إلى الغرب السوري.
حينها عاود النجار التواصل مع فخر ونصحه بالتواصل مع الضابط السوري المنشق رياض الأسعد. وبالفعل، تواصل فخر مع الأسعد واتفقا على الخطوات العملانية. الا ان الأحداث في سوريا وانتشار حزب الله على الحدود منعوا الجانبين من التنفيذ.
العلاقة مع اسرائيل
تواصل فخر مع مندي الصفدي (مستشار نتانياهو والمتخصص بشؤون المسلحين في سوريا)، كما ذُكر سابقاً، بناء على طلب النجار. وفي بداية العلاقة تمحور الحديث حول دعم المسلحين السوريين وتأمين السلاح لهم عبر الجولان، وأيضا تأمين السلاح للدروز المتواجدين على حدود اسرائيل لحمايتهم من تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة".
في المقابل، كلفه الصفدي تجنيد أشخاص لصالح اسرائيل في أميركا. وبالفعل، جنّد فخر المدعو هيثم القضماني الملقب "أبو سعيد" وهو سوري الجنسية من حلب.
في المحصلة، اعترف "الكاوبوي" بمخططه لاشعال الفتنة في لبنان عبر اغتيال جنبلاط في الأشهر المقبلة، إضافة لانشاء مجموعات درزية مسلحة. وتمكن الأمن العام اللبناني من تسجيل نجاح جديد في حماية وتأمين الأمن في لبنان. فهل ستساعد اعترافات فخر في القاء القبض على خلايا جديدة تتربص بأمن لبنان؟