أوضح رئيس ملتقى الأديان والثقافات السيد علي فضل الله في كلمة له خلال عقد اللقاء التأسيسي الأول لشبكة الأمان للسّلم الأهلي في قصر الأونيسكو إلى "إننا دعينا من قبل لتشكيل شبكة الأمان للسِّلم الأهليّ ومناهضة العنف"، مشيراً إلى أنه "وهنا، لا بدَّ من أن أقدّر كلّ الجهود التي بذلت من قبل اللّجنة التحضيريّة لهذا المؤتمر، والتي مهّدت لهذا اللّقاء، والذي نريده أن يستوعب في إطاره كلّ المهتمين، من جماعات وأفراد، بهذه القضيّة الحسّاسة التي تتّصل بمستقبل لبنان وتطلّعات شعبه بكلّ طوائفه وفئاته وأمن المواطن وكرامته".
ولفت إلى أنه "يبدو أنّ الأوضاع في لبنان والمنطقة تتّجه نحو التفاقم، والحروب الدّاخليّة في الجوار بدأت تأخذ أبعاداً قوميّة وإقليمية، بعد أن اتخذت أبعاداً طائفية ومذهبية، وما يعكسه ذلك من سلبيّات على الوطن، الأمر الذي يتطلّب أن نكون على مستوى هذه المرحلة الخطيرة في مواجهة مثل هذه التحدّيات"، مشيراً إلى "إنني أعرف أنّكم تعلمون مدى التعقيد والتشابك في قضيّة السّلم الأهلي، وهي مشكلة تاريخية في لبنان، حتى قيل في ذلك إنّ لبنان هو الرئة التي تتنفّس منها مشاكل المنطقة وسمومها، وإنه محكوم بلاءات ثلاث: لا تقسيم، ولا انهيار، والأخطر، لا استقرار، بكلّ ما تعنيه هذه الكلمة من تداعيات على السِّلم الأهلي".
وأضاف أنه "في هذا المجال، فإنَّ الكلّ يعرف أنّ معالجة هذه القضيّة من كلّ جوانبها، لا بدَّ من أن تأخذ في الحسبان هذه العوامل الخارجيّة المؤثّرة، والأسباب السياسية والثقافية والاجتماعية، والتعقيدات الموجودة بين الطوائف والمذاهب والمواقع السياسية، الأمر الذي يعني أن المشكلة تتجاوز إمكاناتنا وإمكانات الآخرين الّذين يشاركوننا في الهمّ والهدف ولكن هذا لا يعني أن نستسلم أو نتراجع، بل لا بدّ من أن نخوض غمار العمل انطلاقاً من مسؤوليتنا الإنسانية والدينية والوطنية وإنني هنا أذكّر فقط بهذه الحقيقة، لتكون واضحةً لدينا معالم الطريق والسّاحات التي ينبغي أن نعمل فيها، والّتي نملك القدرة على التأثير من خلالها، وهو ما كان موضع توافق مع كلّ الذين تمّ اللّقاء بهم، وبالطبع معكم".