نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في مقال نشرته تحت عنوان "القاهرة تتراجع بشأن من قتل ريجيني"، قصة ابراهيم فاروق الذي بدأ منذ ستة أشهر، وهو طالب يقود سيارة أجرة للحصول على دخل إضافي، يومه بتوصيل أربعة رجال من منطقته إلى حي آخر في القاهرة.
ولفتت الى ان "أفراد المجموعة التي أوصلها، وهم ثلاثة رجال من أسرة واحدة وصديق لهم، من ذوي سجلات الإجرام ولكنهم ليسوا مجرمين عتاة . أمضى أثنان منهما فترة عقوبة في السجن لسرقة محفظة، وكان الثالث مدمنا للمخدرات".
ونقلت الصحيفة عن أقارب الرجال انهم كانوا في طريقهم إلى منطقة التجمع الخامس في القاهرة للعمل في طلاء منزل، ولكنهم لم يصلوا إلى هناك قط، حيث قتلوا بوابل من رصاص الشرطة.
وذكرت الصحيفة انه بعد ساعات من مقتلهم اتهمتهم السلطات المصرية بأنهم كانوا ضمن تشكيل عصابي يستهدف الأجانب. ووفقا للشرطة المصرية، فإن مداهمة منزلهم ربطت بينهم وبين جريمة نكراء: التعذيب الوحشي ثم مقتل باحث وطالب دراسات عليا إيطالي يدعى جوليو ريجيني.
واوضحت انه كان قد عُثر على جثمان ريجيني، طالب الدكتوارة في جامعة كامبريدج الذي كان يجري بحثا حساسا عن نقابات العمال في مصر قبل ذلك ذلك التاريخ بسبعة أسابيع ملقى على جانب الطريق. وكان جثمان رجيني، الذي اختفى في ذكرى 25 يناير، مشوها وتتضح عليه آثار التعذيب.
واشارت الى انه عقب ذلك نشرت السلطات المصرية صور جواز سفر ريجيني وبطاقاته المصرفية وقالت إنها عثرت عليها في منزل المتهمين القتلى.
ووفق الصحيفة فإن السلطات الإيطالية، التي تسعى للوصول إلى الحقيقة بشأن مواطنها، هونت من شأن مزاعم السلطات المصرية بشأن التشكيل العصابي، وقالت إن مقتل الخمسة جاء للتستر على أن مقتل ريجيني جاء جراء التعذيب على يد سلطات الأمن المصرية.
وأمام عدم قناعة روما بالأمر، تراجعت السلطات المصرية، وفق الصحيفة، عن رواية التشكيل العصابي. وقالت أسر القتلى، الذين اتهمتهم السلطات المصرية بأنهم أعضاء العصابة التي قتلت رجيني، للصحيفة إن الكثير من المتعلقات، التي صورتها الشرطة ونشرتها على أنها متعلقات ريجيني، تعود ملكيتها للقتلى مثل حافظة نقود ونظارة شمس.