لفت راعي ابرشية البترون المارونية المطران ​منير خيرالله​ خلال العظة التي ألقاها خلال تدشين أعمال ترميم وتأهيل "مدرج مارت تقلا" على أرض الوقف بتمويل من نادي ليونز جونيه ـ ملكارت إلى أن "المسيح قال لنا لا تخافوا، سأعطيكم الجرأة على مواجهة الذئاب في العالم والذئاب ما زالت حتى اليوم وستبقى ربما تهدد من يتبع المسيح ومن يسمع كلامه ومن يتغذى منه ويعيش منه، لكننا تعودنا من مسيرة تاريخنا، تاريخ كنيستنا وشعبنا، ان نواجه كل هذه التحديات وكل هذه الذئاب، ان نواجه الشرير والاشرار بايماننا وثقتنا بالله، تعودنا ان نواجهه بالمحبة والمغفرة، لم نتعود الخوف، أجدادنا وآباؤنا الذين عاشوا على هذه الارض وشهدوا للمسيح عليها وتقدسوا عليها لم يخافوا ولم يعرفوا الخوف يوما، عاشوا بحرية وكرامة، عاشوا بعلاقة مباشرة مع الله وتقدسوا، وهم يدعوننا اليوم الى ان نتابع هذه الشهادة، وان نتابع عيشنا على ارضنا، مهما قست علينا الايام ومهما كثر الأشرار والذئاب، نحن سنبقى متمسكين بإيماننا وبثقتنا بالله، سنبقى مرتبطين بأرضنا المقدسة لأننا عليها نحن ايضا نتقدس، انها أرض قداسة وقديسين، سنبقى متمسكين بالقيم التي تربينا عليها في عائلاتنا ولأن عائلاتنا كانت عائلات مباركة وقديسة أعطت قديسين وقديسات، ونحن هنا جيران قديسين وقديسات بين جربتا وعنايا وكفيفان".

وتوجه إلى اللبنانيين بالقول "لا تخافوا إذا، سنبقى نواجه الذئاب، وذئاب هذا العالم تحاربنا من كل الوجوه وعلى المستويات كافة، دينيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، لكننا سنبقى خراف المسيح وسنواجه الذئاب بايماننا، لا تخافوا، نحن أقوياء، أقوياء بتاريخ كنيستنا، أقوياء بقديسينا وقديساتنا، نحن أقوياء بكل فرد منكم، إبقوا معنا على أرضنا وفي كنائسنا وفي عائلاتنا، إبقوا شهود المسيح، فالمسيح حاضر معنا، اليوم وكل يوم والى منتهى الدهر. وقديسونا سيشفعون بنا من السماء لكي نقوى على هذه العاصفة التي تمر علينا اليوم ومنذ أربعين سنة، الحرب بدأت في لبنان ولم تنته بعد، بل انتشرت على كل بلدان الشرق الاوسط من حولنا. إنها نار تأكل كل شيء، وتدمر كل شيء، إنها نار الحقد والغضب، نار التعصب والتطرف، نار المصالح الاقتصادية والسياسية لكل قوى العالم لكننا لا نخاف، فنحن أقوى منها مهما فعلت بنا وبأرضنا وبشعبنا. نحن لا نخاف لأنها ستعبر ونحن باقون والبرهان أننا هنا اليوم أمام هذه الكنيسة الصغيرة نشهد مع القديسة تقلا أننا شهود للمسيح ورسل له بالمحبة والمصالحة والسلام والانفتاح على العالم كله. إننا سنبقى نحترم كل مواطن يعيش معنا على أرضنا اللبنانية، فلبنان الذي بنيناه معا مسيحيين ومسلمين، لبنان سيبقى وطن رسالة للعالم كله ولكل بلدان العالم، وسيبقى وطن رسالة لكل القوى العظمى في العالم، ولكل قوى الشر، سيبقى رسالة بفضلنا جميعا وبوحدتنا وتضامننا وايماننا، سيبقى رسالة في المحبة، في السلام، في الانفتاح، في احترام التعددية، في العيش الواحد، تعددية الديانات والطوائف والثقافات والحضارات. هذا هو لبنان بفضل قديسيه وبفضلنا جميعا سيبقى رسالة للعالم كله".

وهنأ المطران خير الله الجميع على "جهودهم الجبارة لتحقيق هذا المشروع من ضمن مسيرتنا في المجمع الأبرشي الذي وضع استراتيجية كنسية في اطار تعامل الكنيسة مع المجتمع المدني لخدمة كل رعايانا وقرانا وشعبنا بكل ما لدينا من إمكانيات"، مشيرا "الى وضع خطة عمل للتعاون مع البلديات والمخاتير حول امكانية قيام اي مشروع يصب في خدمة شعبنا، لأن الكنيسة هي لكم وهي أنتم وهي ليست المطران والكاهن والراهبات والقديسين، فالقديسون أصبحوا قديسين بفضلكم وبفضل عائلاتنا وهم يخرجون كل يوم من بيننا في الظروف الصعبة والتحديات الكبرى".