منذ عام 2005، عام جريمة العصر التي سقط فيها الحلم شهيداً، والرئيس سعد الحريري يخوض معركة خلاص الوطن ليبقى لبنان سيّداً حرّاً عربيّاً مستقلاً، وأعداء الحلم الشهيد، وخصوم الرئيس سعد الحريري ما زالوا مستمرين في غيّهم، وجنوحهم، وجنونهم، لإلحاق لبنان وأهله بمشاريعهم المذهبية والإقليميّة، خارج أمّته العربيّة، بحجة مقاومة وهميّة للمشروع الصهيوني في المنطقة لحساب مشروع إقليمي آخر.
لم تشهد الساحة اللبنانية منذ ما يزيد عن العشر سنوات، تجنيّات، وافتراءات واشاعات وسهام غدر، وجّهت الى زعيم لبناني كما وجّهت الى الرئيس الصابر والصامد سعد رفيق الحريري، الذي يكاد ان يكون الوحيد بين القيادات اللبنانية، الذي لم تتلطّخ يداه بالدماء، ولم يرتبط بمشاريع مذهبيّة او طائفيّة تخدم قوى إقليميّة او دوليّة.
وعلى رغم المعاناة، والآلام، والاحزان، وغدر بعض الأقربين والأبعدين، بقي الرئيس سعد الحريري يحلم بوطن العدالة والسيادة، ليبقى لبنان أوّلاً، وبقي خصومه يعملون ليل نهار ليكون لبنان ساحة صراعٍ لقوى إقليميّة ودولية.
لقد استطاع الرئيس سعد الحريري ان يدخل عالم السياسة بأكبر كتلة نيابية شهدها لبنان، كتلة وطنيّة عابرة لطوائف المجتمع اللبناني، ردّاً عمليّاً على تَمذهب وتطيّف العديد من الكتل النيابيّة، التي أصرّت على ان لا يخرج هذا البلد من كهوف المذهبيّة ومستنقعات الطائفيّة، وعلى رغم حجم كتلته النيابية، فإنّ المشروع الصفوي الفارسيّ حال دون بقائه على رأس السلطة، لأنّ وجوده الفاعل مؤشّر على عروبة لبنان، وخروجه من الجاذبية الإيرانية.
صبراً سعد الحريري، فإنّ معركتك هي معركة لبنان العربيّ، السيّد، المستقل. ومعركتك هي معركة دولة ثقافة المواطنة، الدولة المدنيّة الحديثة التي لا تميّز بين مواطنٍ وآخر، ولا توزّع مؤسسات الدولة بين قوى الأمر الواقع، وتمنع الفرز المذهبي والطائفي، وتضع حدّاً للكانتونات والمربعات الأمنية، والمناطق المقفلة، والسلاح غير المشروع بحجة مقاومة هنا، وسرايا هناك.
صبراً سعد الحريري، فإنّ خيارك الوطني والعربي، هو خيار جميع اللبنانيين الشرفاء الذين اذا صادقوا وَفوا، واذا قالوا صدقوا، واذا إئتمنوا لم يخونوا وهم كثر في بيروت، والشمال وعكار، والجنوب، والبقاع، وجبل لبنان، وهم على العهد والوعد باقون.
صبراً سعد الحريري، فالأوفياء من اللبنانيين معك في مسيرتك الوطنيّة، في السرّاء والضرّاء، في الحكم وخارجه، لا تحزن على من كان معك وحولك، وسقط من المسيرة بجنوحه المتطرّف او انحرف بهَوس الزعامة وعقدة الأنا التي عاشها ويعيشها بحسن نيّة او بسوئها، وسقوطهم المحزن هذا، وخناجرهم الموجهة إليك بين الحين والآخر بحجّة الدفاع عن إرث الرئيس الشهيد هي خناجر مسمومة، ظاهرها مشبوه وباطنها سمومٌ وأباطيل، تخدم مشروع التفرقة بين ابناء القضيّة الواحدة، وهذا ما يسعى اليه المشروع الصفوي/الفارسي في لبنان، والمنطقة العربيّة.
صبراً سعد الحريري، وحدك الأمين على الحريريّة الوطنيّة، وإنّك الأقوى بصدقك ووفائك ومحبتك لوطنك، وأمتك العربيّة، على رغم صمتك، وجروحك النازفة من الخصوم، ومن الذين سقطوا من مسيرتك، مسيرة الرئيس الشهيد، وهم يتوهّمون بأنهم حرّاس القضية، وهم من يعمل على نحرها، بعدما تسللوا الى الواجهة في غفلة من الزمن.
سعد الحريري مشروع وطن، ونصرك خلاص لبنان من اصحاب المشاريع المشبوهة الذين يعملون ليبقى هذا الوطن ساحة او حديقةً خلفيّة للقوى الإقليمية والدوليّة التي حوّلت دول الجوار العربيّ ساحاتٍ للنزاع الدموي بين المذاهب والطوائف والعرقيات، خدمةً للمشروع الصهيوني في فلسطين، والمشروع الفارسي في طهران وبغداد، ويطمح لأن تكون مكّة المكرّمة عاصمة الدولة الفارسية في شرقنا العربيّ.
صبراً سعد الحريري نصرك قادم لأنّه نصر الأمّة التي أرادها الله أن تكون خير أمّة أخرجت للناس.
• رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام