اقترح وزير العمل سجعان قزي عقد لقاء مصارحة في بكركي بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري لتوضيح كل ما يشاع عن "السلة" وما حُمّلت من أوجه خصوصاً أنهما يكنان احتراماً متبادلاً الواحد للآخر، معتبرا أن مثل هذا اللقاء، من شأنه أن يعطي دفعاً خاصاً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لاسيما بعد التحرك الذي يقوم به رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري. ولفت قزي إلى أن المعني المباشر "بالسلة"، "التيار الوطني الحر"، لا يبدو منزعجاً بقدر انزعاج بكركي من هذه السلة استناداً إلى تصاريح رئيسه الوزير جبران باسيل أو الوزير الياس بو صعب، وكأن التيار ما كان يتمنى أن يذهب البطريرك الراعي إلى هذا الحد برفض مبدأ السلة.
وشدّد قزي في حديث لـ"النشرة" على ان "الوقت غير ملائم للنفخ في النار، انما لإيجاد قواسم مشتركة بين كل الأطراف خاصة وأن البطريرك هو فوق الجميع وهو الضامن المعنوي للميثاقية والدستور نظرا لدور بكركي التاريخي" . وقال قزي: "لا يجوز ان ننسى من جهة أخرى أن بري لم يتوان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان عن تحديد جلسة تلو الاخرى لانتخاب رئيس، كما أنّه دعا للحوار من أجل خلق جو توافقي في البلد فيما كنا على شفير الانفجار الامني، حتى أنّه ضحى إلى حدّ ما بالدور التشريعي للمجلس النيابي حفاظاً على بقاء الحكومة التي تشكل المربع الاخير للشرعية اللبنانية".
طريق بعبدا معبّدة؟
وأشار قزي الى أنّه بقدر ما الاستحقاق الرئاسي هو عملية دستورية لا تسووية، الا أنّ الوضع الرئاسي المأزوم بعد سنتين ونصف على الشغور، قد حمل البعض إلى التفكير بإجراء تفاهمات على الخطوط العريضة التي من شأنها أن تجعل طريق الرئيس الى قصر بعبدا معبّدة عوض أن تكون وعرة. واضاف: "مع الأسف، لقد اعتدنا على ذلك في الاستحقاقات الرئاسية السابقة. فمنذ العام 1943 حتى يومنا هذا كانت تتم تسويات معينة تحت الطاولة أو فوقها وان بنسب متفاوتة. فحين كانت الدولة قوية والمسيحيون أقوياء، كانت نسبة التسوية ضعيفة، ولكن مع ضعف الدولة وانحسار الدور المسيحي كبرت نسبة التسويات".
وذكر قزي بأن أكبر تسوية حصلت حول الموضوع الرئاسي والميثاقي والدستوري، قبلت بها بكركي في عهد البطريرك السابق نصرالله بطرس صفير وهي تسوية الطائف التي لا يزال المسيحيون يدفعون ثمنها حتى اليوم ومن بعدها تسوية الدوحة. وقال: "لذلك حان الوقت للخروج من منطق التسويات إلى منطق الوفاق، ومن منطق الوفاق إلى منطق الدستور الذي هو بحد ذاته تسوية ووفاق".
طريقة إنسانية ووطنية
ودعا قزي لعقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء نظرا للأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد، على ان تناقش الجلسة ملف النازحين السوريين وكيفية معالجة وجودهم في لبنان "بطريقة انسانية لهم ووطنية للبنان، لأنّه لا يكفي أن يُعلن رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك أنّه يؤيد مشروع اعادتهم وأن أطرح أنا كوزير عمل رزنامة لهذه العودة كما لا يكفي أن تكون الحكومة حضّرت ورقة عمل بقيت في الأدراج".
وشدّد قزي على وجوب اجتماع الحكومة لاقرار خطة العودة ووضع برنامج تحرك سياسي ودبلوماسي واقتصادي لضمان هذه العودة بدل التلهي باقرار هبات من هنا وسفرات من هناك ومشاريع مشبوهة.