عادت ​بلدة الغجر​ بجزءيها الشمالي اللبناني المحتل من اسرائيل والجنوبي السوري المحتل ايضاً الى الواجهة الامنية بعدما اعلنت اسرائيل انها القت القبض على 7 من ابناء البلدة بتهمة التعامل مع "حزب الله" كانوا يحاولون وضع عبوات ناسفة في حيفا وصلت اليهم من لبنان، حيث عثر مزارع اسرائيلي في مستعمرة المطلة على الحدود على عبوتين منهم، ولم يكتف الاعلام الاسرائيلي بهذا النبأ بل زاد عليه انه تم العثور بحوزة الموقوفين السبعة على اجهزة اتصالات هاتفية يتواصلون فيها مع "حزب الله " لتنفيذ هجمات في مناطق مأهولة في حيفا، متهما الموقوفين بتجارة المخدرات بين لبنان واسرائيل عبر بلدة الغجر.

مصدر أمني لبناني اكد لـ"النشرة" ان اسرائيل تنفذ منذ فترة اعتقالات في صفوف سكان الجزء الشمالي المحتل لبلدة الغجر، حيث يتحرّك عناصر المخابرات الاسرائيلية بثياب مدنية وتقوم دورياتهم وجنودهم بعمليات تفتيش في محيط الجامع والمقبرة والجبّانة في البلدة، لافتاً إلى أنّ الشرطة الاسرائيلية تخضع العمال من ابناء البلدة لاهانات وشتائم على البوابة التي تفصل الغجر عن فلسطين والجولان السوري والمتوجهين للعمل في البساتين في حيفا.

وإذ أشار المصدر إلى ان طائرتين مروحيتين اسرائيليتين لا تتوقفان عن التحليق مع طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار فوق الجزء الشمالي الامر الذي اصاب سكانه بالخوف والرعب من عملية انتقام اسرائيلية مدبرة، أكد ان الدولة اللبنانية تتابع هذا الامر عبر وزارة الخارجية وكافة المعنين لاتخاذ ما تراه مناسبا من خلال إعلام اليونيفل والامم المتحدة بهذه الاعمال التي تستهدف اراضٍ لبنانية، علماً أنّ ​الأمم المتحدة​ لطالما طالبت إسرائيل بالانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر بموجب القرار الدولي 1701.

وكشف المصدر أنّ الجانب اللبناني جدّد، خلال الاجتماع الاخير للقاء الثلاثي اللبناني-الأممي-الاسرائيلي في الناقورة، طلبه لليونيفل وعبرها للامم المتحدة بضرورة الانسحاب الاسرائيلي من الجزء اللبناني الشمالي للغجر، مشيراً إلى أنّ إسرائيل كانت قد أبلغت اليونيفيل في 15 نيسان 2009 أنّها تنوي الانسحاب من هذا الجزء، إلا أنّها اشترطت عدم دخول ​الجيش اللبناني​ إليه في الفترة الأولى من الانسحاب، على أن يبقى تحت سيطرة اليونيفيل، وهو ما رفضه الجانب اللبناني، الذي يصرّ على وجوب أن يكون الانسحاب فورياً وغير مشروط، كما جاء في مندرجات القرار 1701.

وأوضح المصدر ان انسحابا اسرائيليا من الجزء اللبناني من الغجر يلزم اسرائيل بازالة مواقعها العسكرية ووقف نشاطاتها الامنية والعسكرية، وان تم ذلك فان لبنان يقبل بالتواصل بين سكان الجزءين من البلدة ضمن تدابير واجراءات تتخذها اليونيفل في الناقورة، مشيرا الى ان اسرائيل احتلت الغجر عام 1967 مع مزرعة النخيلية وهما جزءان من مزارع شبعا ويقعان داخل الاراضي اللبنانية حسب الترسيم اللبناني الرسمي وعدد سكانها 2500 نسمة ينتمون الى الطائفة العلوية ويحملون الجنسيتين السورية والاسرائيلية، وبعد تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000 شطر الخط الازرق البلدة الى نصفين شمالي لبناني وجنوبي سوري حيث أصبح الجزء اللبناني تحت السيطرة اللبنانية، واثناء العدوان الاسرائيلي في تموز من العام 2006 عادت اسرائيل واحتلت الجزء اللبناني وضمته الى البلدة ومنذ ذلك الحين يطالب لبنان اسرائيل من خلال اليونيفل بإعادة الجزء الشمالي من البلدة الى السيادة اللبنانية.

وكان الاهالي في الغجر وفي جزئها الشمالي قد اعتصموا في 6 حزيران 2001 ورفضوا العودة الى لبنان معلنين ان تقسيم البلدة سيدفع اهالي هذا الجزء لترك منازلهم وهو بمثابة ابعاد الاب عن ابنه والام عن ولدها، مشيرين الى ان البلدة لم تكن في يوم من الايام لبنانية وهي سورية واهلها سوريون واراضيها سورية، وقد رجحت حينها مصادر مراقبة ان يكون الاسرائيليون دفعوا الاهالي لهذا التحرك كي تبقى السيطرة الاسرائيلية على البلدة بكاملها، لان اهالي الغجر يطالبون بالحاق قريتهم بسوريا في حال الانسحاب الاسرائيلي من الجولان.

اشارة الى ان اهالي الغجر وبعد تحرير الجنوب اللبناني تمددوا عمرانيا فيها واقاموا عشرات المنازل على ارضها رغم اخضاع عمليات البناء فيها لما هو جار في اسرائيل من الملكية العقارية الاسرائيلية وهي بلدة تشرف على الوزاني اللبنانية وتقابلها بلدات لبنانية هي: عين عرب، الماري والمجيدية وقد اعطت اسرائيل الجنسية الاسرائيلية لسكانها عام 1981، وتقيم فيها اليوم سياجا معدنيا حولها بارتفاع 3 امتار وتركز عليه كاميرات فيديو واجهزة مراقبة توجهها نحو الاراضي اللبنانية، كما يقيم الجيش الاسرائيلي معسكرا كبيرا عند المدخل الشرقي للبلدة وهو الممر الوحيد لها مع اسرائيل والجولان والى جانب هذا المعسكر بوابة تحصر اسرائيل الدخول والخروج لاهالي الغجر عبرها بعد حصولهم على تصاريح مسبقة من القيادة العسكرية الاسرائيلية الوسطى.