نقلت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن مصادر سياسية وأمنية رفيعة المستوى، اشارتها الى أن الرئيس السوري بشار الأسد "الرجل الذي لم يتوقّع أحد أنّه سيشهد عام 2016، أعلن عن عزم قوات الجيش السوري على أن تستعيد من جديد كلّ المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون"، لافتة الى أن "الأسد اكتفى بهذه الجملة لكي يُوضح أنّ الحرب بعيدة عن الانتهاء"، متسائلة: "كيف ستنتهي؟ وماذا سيحدث في سوريا فيما بعد؟".
وتوقعت المصادر الأمنية "بعد انتهاء الحرب في سوريا، بقاء بعض التنظيمات المعادية لإسرائيل في منطقة حدود هضبة الجولان، وأولئك الذين يُحاولون تنفيذ أعمال إرهابية مثل عمليات وضع عبوات ناسفة أو إطلاق صواريخ مضادة للدبابات"، كاشفة أن "قائد لواء الشمال في الجيش الإسرائيلي الجنرال افيف كوخافي، أمر قبل عدّة أشهر الكتائب التي تعمل في المنطقة بالتدرب على هذا السيناريو والاستعداد للقتال على الحدود السوريّة واللبنانيّة".
ولفتت الى أنه "تمّ تزويد المقاتلين الإسرائيليين بمكبرات صوت وبآليات أخرى تسمح بالتواصل مع مواطنين في مناطق القتال. ومن بين عدّة أمور، تابعا، بحثت القيادة أمر كيفية ردّ الجيش الإسرائيليّ على الهجمات الإرهابية في اليوم ما بعد الحرب"، معتبرة أن "اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا سيسمح لـ"حزب الله" بالتركيز من جديد على إسرائيل، حيث سيعود مقاتلون كثر تابعون لـ"حزب الله" إلى جنوب لبنان، وهذه المرة لديهم خبرة عسكرية هائلة وكذلك كثير من العتاد". وشددت المصادر على أن "انتهاء الحرب في سوريا، يُقرّب حرب لبنان الثالثة".
ولفت البروفيسور إيال زيسر، إحدى الشخصيات في قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، الى أنه لا يتوقع "مستقبلًا ورديًا لسكان المنطقة الشمالية في اسرائيل"، مشددا على أن "نتيجة انتهاء الحرب الأهلية الحالية الدائرة اليوم في سوريا، ستكون حتما اندلاع حربا أخرى، ولا داعي للتحدث عمّا يمكن فهمه من ذلك وعملية عودة للحياة مكلفة ومطولة".
ورأى أن "سوريا مقسمة لثلاثة أقسام: منطقة يُسيطر عليها النظام السوريّ بقيادة الأسد، وأخرى كرديّة، وأخرى ثالثة يُسيطر عليها أْو يتنافس للسيطرة عليها العشرات أو حتى المئات من التنظيمات"، معتبرا أنه "في نهاية المطاف سيبقى الأسد في الحكم ولا يبدو أنّ هناك شخص لديه القوة المطلوبة للتخلّص منه".
ورجح زيسر أن "يحكم الأسد الجزء الذي يسيطر عليه اليوم، ورويدًا رويدًا سيُسيطر على المناطق التي فقدها، لذلك فإنّ الحرب ستستمر حتى بعد انتهاء الحرب، لكن بشكل مختلف"، مشيرا الى أن "أحد اللاعبين المهمين في الساحة السورية هو تنظيم داعش، لكن أهميته آخذة في التراجع".
وأكد أن "داعش هزيل الآن في مناطقه، يحتاج أمر قهره لوقتٍ، لكن في حال تعافت العراق وسوريا كدول فإنهما ستقضيان على داعش"، لافتا الى أن "داعش لا يعني الأسد، من يهمه هم الآخرين، جبهة النصرة والتنظيمات التي تعمل غرب سوريا".
كما