"الصدمة" هي العنوان الأبرز لجريمة عشقوت، نظرا لتفاهة الاسباب وفداحة الحادثة التي اعتبرها البعض "مجزرة بكل ما للكلمة من معنى". بيان قوى الامن الداخلي مساء امس اوضح الملابسات واشار الى انها على خلفية مشاكل سابقة تتعلق بإزعاج على اثر اقتناء كلاب ورمي بقايا خضار على سيارة الجاني المؤهل أول طوني عبود أحد رتباء المديرية العامة للامن العام وأمام شقّته حسب إفادته الأوّلية في فصيلة ريفون. إلا أنّ كل الاسباب لا تبرر قتله لـ4 اشخاص هم جان بول حب الله (1981) ووالدته إيزابيل الشدياق (1951) ووالده جان يوسف حب الله (1947) وانطوان الشدياق (1951) من اجل مجرد "نباح كلب"!
بعيدا عن التحقيقات التي بدأت مع عبود لكشف ملابسات الجريمة، توزعت الآراء على مواقع التواصل بين الذهول وبين المطالبة بإعادة تنفيذ حكم الاعدام في لبنان لردع المجرمين والقتلة، وفريق اخر هاجم بعض وسائل الاعلام اللبنانية التي عملت على نشر صور الضحايا دون مراعاة الأخلاقية والمهنيّة في العمل الصحفي، ومنهم من ذهب في تحليل البعد النفسي والاجتماعي للحادثة خصوصًا بعد تزامنها مع جريمة الضاحية الجنوبية ليل امس ومقتل شاب على يد ابناء عمّه بسبب خلافات عائلية.
الزميل محمد دنكر دعا الى محاسبة وعقاب الجاني بطريقة غريبة عبر "حبسه في غرفة مع 10 كلاب جائعة"، بدوره اعتبر شربل عيد ان ما حصل في عشقوت مجزرة بكل ما للكلمة من معنى، وانه لم يشهد طيلة وعيه جريمة بهذا الحجم حصلت في لبنان، ورأى ان المطلوب الإقتصاص الشديد من الجاني. غرازييلا كامل دعت الى تعليق المشانق ومحاكمة المجرمين، واعتبرت انه اذا تم إعدام مجرم يتم تربية مئة من الزعران، واضافت قائلة: "ارحمونا وارحموا هالبلد الله يرحم الموتى". جاد محيدلي اشار الى انه حين تحدث جريمة ويقتل فيها 4 اشخاص لسبب تافه والمجرم "إبن دولة" يعني أنّ المشانق يجب أن تتعلق بأسرع وقت. الإعلامي يزبك وهبي اشار الى وقوع جريمتين في عشقوت والصفير لأسبابٍ تافهة وسقوط خمس ضحايا أبرياء، داعيا الى عدم استخدام السلاح في غير محلّه. سليمان اصفهاني اعتبر ان السفّاح استيقظ في داخل اللبنانيين بعد جريمة عشقوت التي خطفت أربع ارواح وأخرى أكثر دموية في الضاحية، ولفت الى ان "الدم الرخيص مع غياب قانون الاعدام".
الإعلامية ريما نجيم رأت ان "من عشقوت الى الضاحية، اللبنانيون يقتلون بعضهم البعض، تعدّدت الأسباب والموت واحد، والمُسبّب بلد يفتقر الى كل مقوِّمات الحياة". ورأت بيرنو شكر انه "لا يوجد شيء يقال، نحن نعيش في غابة". الإعلامية رحاب ضاهر ابدت صدمتها "لا اصدق كرمال كلب 4 قتلى".
بعض وسائل الاعلام التي نشرت صور ضحايا الجريمة في عشقوت نالت نصيبها على وسائل التواصل، الإعلامي وسام بريدي اعتبر ان خبر جريمة عشقوت "مستفز جداً"، متسائلا عن المجرم الذي لا يملك قلبا والاكثر وسائل الإعلام "الوسخة" التي نشرت صور الضحايا على الأرض مضرجين بالدماء. بدوره رأى حمزة الصايغ ان "عرض صور الضحايا والجرحى ابشع بألف مرّة من الجريمة نفسها". الإعلامي سلمان عنداري رأى انه "معيب جدا على الاعلام اللبناني نشره صور وجثث ضحايا جريمة عشقوت من دون أي مراعاة لمشاعر الناس، زمن السكوب والإعلام الرخيص"، متهما الاعلام بأنه "مجرم".
ميشال متى رأى انه من بعد مجزرة عشقوت، في الضاحية مواطن قتل إبن عمه لأنه "خطف إخته" ليتزوجها، وهذه رسالة واضحة إن نهاية العالم بدأت من لبنان. اما باسم بول فكان له موقف مغاير، حيث اعتبر انه "دائما هناك جيران مزعجة يضعون كلابهم على الشرفات، هم ينامون ولا يدعون أحدا غيرهم ينام، فحصل ما حصل".
في المحصلة ما حصل في عشقوت جريمة لا مبرر لها كما جريمة الضاحية، فلروح الانسان قيمة سماوية أغلى من ان يستطيع احد انتزاعها ببساطة وببرودة اعصاب، والموضوع لا ينحصر بالأديان السماوية فهناك ايضا عادات اجتماعية وطقوس إنسانية كالحب والرحمة وغيرها من المشاعر الفاضلة، التي يجب أنْ نتمسّك بها للحفاظ على مجتمعنا وبيئتنا.
الرحمة للضحايا، على أمل أن يعم السلام والطمأنينة في لبنان.