منذ 10 أيام شهدت الجامعة اللبنانية الأميركية الـ "LAU" انتخابات طلابية في فرعيها ببيروت وجبيل، الا ان هذه الانتخابات رُفضت من قبل العديد من الأحزاب السياسية لاعتمادها التكنولوجيا والـ evoting في عملية التصويت. وهذا الرفض لنظام الاقتراع الجديد ترافق مع رفض عام لزيادة الأقساط بنسبة 7.6% في كليات الجامعة.
هذه الخطوات التي اعتمدتها ادارة الجامعة أدت إلى تحرك طلابي رافض لهذه القرارات. فقد اجتمع عدد من الطلاب الذين يمثلون الأحزاب اللبنانية وعدد من المستقلين داخل حرم الجامعة في قريطم ببيروت، مطالبين بالغاء رفع الأقساط، وتغيير قانون الانتخابات الحالي ونظامه، وتفعيل العمل السياسي وعمل الجمعيات، واعطاء حرية ممارسة النشاطات السياسية والدينية داخل الجامعة، وذلك بحضور عميد الطلاب الدكتور رائد محسن.
ورغم الانقسام الحزبي في الشارع اللبناني، اجتمع "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" وتيار "المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" برفض الانتخابات الطلابية الأخيرة، وبرفض قمع الحريات السياسية والدينية داخل حرم الجامعة.
"كراهية وحواجز بيننا"
"الجامعة تولد الكراهية بيننا وتضع حواجز أمامنا تمنعنا من بناء جسور التفاهمات مع باقي اخوتنا في الوطن". هكذا يصف مندوب "حزب الله" عباس بدر الدين وضع الطلاب في الجامعة، لافتاً إلى أن "خطوات الجامعة تمنعنا من تبادل الأفكار فيما بيننا"، ومشيراً إلى أنه "يجب أن نتعلم الحوار اليوم قبل أن نصل إلى مؤسسات الدولة وكي لا نحتاج إلى طاولات حوار في المستقبل، فنحن شباب والحوار اليوم مع باقي القوى السياسية سيساعدنا على بناء الوطن".
ويتساءل بدر الدين "لماذا تعمد الجامعة إلى زيادة الأقساط دون أن تغيّر أي من الخدمات المقدمة لنا؟ أين تذهب هذه الزيادة؟ وكيف يحق لها أن تزيد التكلفة على الطلاب؟"، موضحاً أن "عميد الطلاب الدكتور رائد محسن دائما كان ضد تحركاتنا وفي هذا التحرك عمل على الضغط علينا الا ان تواجد الاعلام منعه". وإذ يعتبر بدر الدين أن "الطريقة التي جرت فيها الانتخابات عار على الجامعة"، يؤكد بدر الدين "رفضنا للطريقة التي تتعامل بها ادارة الجامعة معنا كطلاب".
بدوره، يوضح مندوب "التيار الوطني الحر" وديع عون أن "الطلاب يهدفون من هذا التحرك إلى ايصال أصواتهم إلى الادارة في ظل منعنا من ابداء رأينا"، لافتاً إلى "اننا مع مصلحة الجامعة ولسنا ضدها لكن لا يمكن للادارة أن تتخذ أي قرار دون موافقتنا". وعن طريقة التصويت التي جرت فيها الانتخابات الأخيرة، يقول عون "طالبنا بالغاء نظام الـ e-voting لكن لم تأخذ الادارة بعين الاعتبار هذه المطالب وجرت الانتخابات في ظل تزوير واضح اعلنت عنه الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات".
مطالبنا خلف الستار
من جهته، يؤكد مندوب تيار "المستقبل" طه الوزان أنه "رغم فوزنا في الانتخابات الأخيرة الا اننا كنا وما زلنا ضد الطريقة التي جرت فيها لأنها ليست ديمقراطية وبقيت وحيداً أعارض هذه الطريقة حتى يوم الانتخابات"، لافتاً إلى أن "تحرك اليوم هو لمصلحة جميع الطلاب ليحصلوا على حقهم بالتعبير عن رأيهم ولمنع زيادة الأقساط الكبير الذي يزيد سنوياً على الطلاب".
أما مندوب حركة "أمل" كريم بيضاوي فيشدد على ان "تحركنا هو طلابي وليس حزبيًا، وهذه المشاكل التي نتناولها بعاني منها أغلب الطلاب"، لافتاً إلى أن "أصواتنا كطلاب باتت غير مسموعة وباتت جميع مطالبنا خلف الستار".
الاستقرار أولاً
وفي ظل عدم رضى العديد من الطلاب عن معاملة "عميدهم" الدكتور رائد محسن لهم، يؤكد محسن أن "هذا التحرك محق بغض النظر عن الوجهات المطروحة والمتناولة، فالطلاب لديهم وجهة نظر عن حقوقهم وفي المقابل لدى الادارة وجهات نظر أخرى عنوانها استقرار الحياة الجامعية"، لافتاً إلى أن "دخول العمل السياسي إلى الحياة الجامعية ثد يؤثر على الاستقرار العام للجامعة حسب الطريقة التي يمارس بها".
ورغم اجتماع غالبية الطلاب حول المطالب المذكورة سابقاً، الا أن عدداً من الطلاب ابتعدوا عن مكان التجمع، رافضين بعض المطالب التي ينادى بها. فيرى الطالب "م.ب" "انني ضد العمل الحزبي داخل الجامعة فحينها ستدخل "الواسطة" إلى العلاقات بين الطلاب والأساتذة"، متسائلاً "هل يريدون ادخال المشاكل السياسية التي يعيشها لبنان أيضاً إلى داخل حرم الجامعة؟". وتوافقه الرأي الطالبة "ب.ن"، مؤكدة ضرورة اعطاء الفرصة للمستقلين و"اللا حزبيين" بالتعبير عن آرائهم والسماح لهم بدخول العمل الطلابي في الجامعة".
في انتظار رد ادارة الجامعة على مطالب الطلاب التي ترتكز على حرية الرأي والتعبير وعلى عدم رفع الأقساط الدراسية، سيبقى هذا التحرك المطلبي مستمراً حتى الوصول إلى النتائج المرجوة.