قرر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا إخلاء سبيل الشيخ بسام الطراس بسند إقامة، إلّا أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر استأنف قرار إخلاء السبيل. وأحيل الملف إلى محكمة التمييز العسكرية لبتّه، فيما حدد الاثنين المقبل موعد الجلسة الثانية للاستماع إلى الطراس. وقد برر القاضي أبو غيدا قراره بتصديق إخلاء السبيل بأنه "لم يثبت لديه أن الطراس متورط في أي عمل أمني".
وعلمت "الأخبار" من مصادر قضائية أن "الطراس ذكر أمام أبو غيدا أنه تواصل مع شيخ ينتمي إلى تنظيم داعش من دون علمه بذلك". أما في ما يتعلق بإفادة الموقوف علي غانم، العنصر الرئيسي في تفجير كسارة الذي ضغط على زر التفجير، فقد اعترف بأنّ الطراس عرّفه على العقل المدبر لتفجير كسارة المعروف بـ"أبو البراء" (تبين أنه نفسه محمد قاسم الأحمد، أمير خلية الناعمة والمسؤول عن تفجير السيارة المفخخة في الرويس). وذكر غانم أن الطراس طلب منه أن ينفذ كل ما يطلبه "أبو البراء" منه. غير أن غانم، بحسب المصادر القضائية، عاد لينكر إفادته أمام مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر.
ولا يمرّ كل ما سبق من دون تشكيك، لا سيما أنه مرتبط بـ"مسرحية" الوساطة السياسية والقضائية التي افتُعلت لإخراج الطراس من التوقيف. والقاضي الذي أنكر أمامه الموقوف غانم إفادته، هو نفسه من كان سابقاً قد توسط لإطلاقه، باعثاً بمعاونه القاضي هاني حلمي الحجار ليل الأحد، للسهر على عدم بقاء المفتي السابق موقوفاً، علماً بأن تحقيقات الأمن العام وداتا الاتصالات للشيخ الموقوف وتسريبات التحقيق لدى فرع المعلومات، تُظهر أن الطراس تواصل مع ثلاثة من أخطر الإرهابيين الذين نفّذوا عمليات إرهابية في لبنان.