لا تشبه قصّة تعيين العميدين المسؤولين عن كازينو لبنان ميشال شكور ومنير عقل أي قصّة أخرى، فقد عينهما رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان حميد كريدي عام 2010 على إثر حادثة "هوليودية" وقعت يومها.
قبل العام 2010 كان جوزيف راشد مسؤولا عن مديرية الأمن في كازينو لبنان وجوزيف كعدو مديرا لغرفة مراقبة الكاميرات بصالات الألعاب. يومها حصلت حادثة تم صرف هذين المسؤولين على أثرها. إذ بحسب ما تروي المصادر عبر "النشرة" فقد دخل شخص الى صالات الألعاب في الكازينو وسرق صندوق fiche de valeur عن طاولة cercle d’or في الكازينو، يومها "ولم يتمكّن أحد من توقيف السارق أو حتى من إعادة الصندوق"، وقد تمّ استبدال راشد وكعدو بالعميد المتقاعد ميشال شكور (مسؤول عن الأمن في الكازينو) والعميد المتقاعد منير عقل (مسؤول عن مدير غرفة مراقبة الكاميرات بصالات الالعاب).
تتحدث المصادر عن هذه الحادثة بكثير من الاستغراب، "فيومها ورغم السرقة التي حصلت لم تتغيّر "الفيش" هناك ولم تستبدل، ما يعني أن من سرقها ولم يعتقل يمكنه الدخول الى الكازينو بكل بساطة وصرفها بالأموال واللعب على طاولة القمار دون أن يكلفه ذلك أي مبلغ من المال"، وتتابع: "الملفت في هذا الأمر أنه بعد بضعة أشهر من صرف كعدو وراشد نتيجة هذه السرقة وإعطائهما كافة تعويضاتهما، تم فجأة إعادة توظيفهما من جديد نتيجة ضغوط سياسية في مناصب أخرى، واليوم يشغل جوزيف راشد منصب مدير الاستقبال في الكازينو وجوزيف كعدو مدير صالة الألعاب". تضع المصادر الكثير من علامات الإستفهام على ما حصل وتسأل "لماذا لم تلجأ إدارة الكازينو الى تغيير "الفيش" يومها رغم ادراكها خطورة ما حصل، ولماذا مرّت هذه الحادثة مرور الكرام ولم ينتج عنها شيء سوى إحضار عقل وشكور، وهل ما حصل كان مدبرا "لتطيير" موظفين وتوظيف آخرين؟!"
تستثمر شركة ATDC أو Abela صالات الألعاب في كازينو لبنان ومن حقها أن توظّف أشخاصاً بعقود ضمن إطار الصالات وليس الكازينو وهذه الشركة نفسها، وبحسب المصادر عينها "وقّعت عقدين لمديرين بملاك الكازينو خلافاً للقانون"، وتضيف: "ربما يعود السبب الى كون ادارة الكازينو لم تعد تتمكّن من توظيف أشخاص جدد نظرا لكثرة العقود التي وقعتها حينها، ومن هنا اضطرت الى ادخال الشكور وعقل عبر شركة Abela".
يكلّف كلّ من ميشال شكور ومنير عقل كازينو لبنان اذا ما جمعنا الراتب والضمان والاضافات حوالي 15 مليون و500 ألف ليرة شهرياً في حين أنهما ليسا موظفين في ملاك المؤسسة المذكورة بل بعقد مع شركةAbela ، بحسب ما تؤكد المصادر في وقت كان بإمكان الإدارة وفي حال كان السبب فراغ منصبين في مديرية الأمن أن تفعل كما فعلت حين فرغ منصب المدير في مديرية الخدمات منذ حوالي السنتين حين بلغ خليل سلامة سن التقاعد فما كان من إدارة الكازينو الا أن عيّنت مدير قسم الموقف التابع للخدمات فارس عطالله بديلا عنه بالوكالة ولم تلجأ الى توظيف أشخاص جدد، فلماذا لم تفعل بالمثل في مديرية الأمن؟!".
في المحصلة تشير المصادر الى أنه "في نهاية الشهر الجاري ينتهي العقد الموقع مع الشكور وعقل ليعود ويتم التجديد لهما سنة أخرى كما كان يحصل منذ أواخر العام 2010 تاريخ توظيفهما في الكازينو"، وهنا تسأل المصادر "كيف تلجأ ادارة الكازينو الى صرف عدد كبير من الأشخاص بحجة أن هناك فائضاً في الموظفين وعجزاً في الميزانية، في حين أنها توظف أشخاصا آخرين بعقود غير قانونية وبمبالغ ضخمة تفوق عشرة آلاف دولار شهرياً في وقت يمكن تعيين أي شخص في هذه الوظيفة ومن داخل الكازينو".
باختصار، المحسوبيات السياسية تصنع المعجزات في هذا المرفق العام الذي أقل ما يقال فيه أنه بات يشبه "مغارة علي بابا".