أكدت مصادر ميدانية في حلب أنه ومع انقضاء الهدنة التي استمرت لثلاثة أيام وأيضاً بعد توقف القصف الجوي على مدى الأيام الخمسة الماضية، عاد الطيران الحربي السوري والروسي لمواصلة غاراته ضد مواقع المسلحين داخل أحياء حلب الشرقية. وانقضت الهدنة بحلول السابعة مساء حيث شهدت خروجاً محدوداً جداً لبعض مسلحي الأحياء الشرقية، وكذلك الحال للمدنيين، ما فتح أبواب المدينة على كل الاحتمالات في ظل استقدام الجيش العربي السوري لحشود عسكرية جديدة عند خطوط تماس جبهات جنوب غرب المدينة بعد ورود معلومات عن حشود للمسلحين في الجهة ذاتها وإعلان متزعم ميليشيا "نور الدين الزنكي" توفيق شهاب أول من أمس انطلاق عملية "ملحمة حلب الكبرى" لكسر الحصار عن مسلحيها.
وفسر أحد المراقبين عبر "الوطن" السورية حشود الجيش الضخمة بأنها مخصصة لاستكمال العملية العسكرية وخوض المعركة الحاسمة التي تسرع السيطرة على الأحياء الشرقية من المدينة، على حين ذهب آخر إلى أنها تستهدف التحرك نحو مدينة الباب، شمال شرق حلب، للهيمنة عليها قبل وصول ميليشيا "درع الفرات" التابعة للحكومة التركية إليها.
ومع انقضاء الهدنة انتهت الفرصة الممنوحة لمسلحي الأحياء الشرقية بخروج أعداد منهم إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة خارج حلب ولاسيما في إدلب، وفق قول مصدر ميداني لـ"الوطن"، وذلك بعد أن فتح الجيشان السوري والروسي ثمانية معابر إنسانية اثنان منها مخصصان لعبور المسلحين قرب مستديرة الجندول شمالاً وفي بستان القصر – المشارقة عند مركز المدينة.
وحتى فريق الأمم المتحدة الموجود في حلب بغية إجلاء 200 جريح من الأحياء الشرقية أخفق في الوصول لاتفاق مع وسطاء المسلحين لإتمام مهمته، تماماً كما فشلت قبله مبادرة أهلية على مدار ثلاثة أيام مع قادة المسلحين الرافضين بشكل قاطع لأي نوع من الحلول ما دامت أحياؤهم تدر عطف وابتزاز المجتمع الدولي والدول الداعمة لهم، كما علمت "الوطن" أن منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة لم يتمكن حتى مساء أمس من دخول شرقي حلب للتوصل إلى اتفاق يخلي الجرحى.
وأشارت مصادر أهلية في الأحياء الشرقية من المدينة لـ"الوطن" إلى أن مسلحي "فتح الشام" فرضوا حظر تجول للسكان أمس في بعض الأحياء مثل الحيدرية ومساكن هنانو والإنذارات.