اعتبر رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير أن ما يجري في حلب وخصوصا بعد فتح المجال للمسلحين وعائلاتهم للخروج من المدينة ورفضهم ذلك، يؤكد أن قوى كبيرة تقف وراء الصراع في سوريا وفي مدينتنا، لافتا الى ان كل محاولات الحكومة السورية بالتعاون مع روسيا والأصدقاء لوضع حد للمهزلة بطريقة سلمية وآمنة قوبلت بالرفض، ما يجعلنا ننتظر طرقًا أخرى تقررها الحكومة للتعامل مع الأحوال الحالية.
واستهجن نصير في حديث لـ"النشرة" محاولات الاعلام الغربي المفضوحة تقديم الأحياء الشرقية لحلب على انّها منكوبة ومصابة، علمًا ان الحقيقة تكمن بأن الأحياء الغربية هي التي تعاني أكثر. وأضاف: "أما المضحك المبكي فان هناك من يقف في صفوف المسلحين الذين يقصفون الأحياء الغربية التي تخضع لسلطة الحكومة فيما تقع الشرقية تحت سلطة مسلحين بعضهم سوري ومعظمهم من غير السوريين"، لافتا الى ان "عددا من الاطفال قتلوا الأسبوع الماضي خلال توجههم الى المدرسة بقذائف هؤلاء الارهابيين، الا ان الاعلام الغربي لم يجد داعيا للتعامل مع الخبر".
مليونان مقابل 250 ألفا
وقال نصير أن أحياء حلب الغربية "ضحية الارهاب المنظم والمدعوم من أكثر من دولة"، مستبعدا تماما قدرة المسلحين على اقتحام هذه الأحياء كما يحاولون الترويج اليوم وسبق لهم ان روجوا من سنوات. وأضاف: "لو كان باستطاعتهم الدخول الى هذه الأحياء لما ترددوا دقيقة واحدة".
واذ أشار الى ان عدد سكان الغربية أكثر من مليوني شخص مقابل 250 ألفا يعيشون في الشرقية، تساءل: "كيف تكون مقاربة الموضوع واحدة حين تنهال القذائف على اكثر من مليوني شخص وفي الطرف الآخر على 250 ألفا نرجح ان يكون 175 الفا منهم يريدون الخروج لكن المسلحين لا يسمحون لهم لاتخاذهم دروعا بشرية".
لا كهرباء في حلب
وتحدث الأب نصير عن "مخطط يلتزم به المسلحون مرتبط بحكومات غربية تتطلع لمصالح الكيان الاسرائيلي"، لافتا الى ان "سوريا تشكل خطرا على هذا الكيان برأيهم ولذلك يريدون تدميرها خاصة بعد كل الدعم الذي قدمته للمقاومة في لبنان".
وتطرق نصير لأحوال سكان المدينة، لافتا الى أنّه تم في الآونة الأخيرة فتح الكثير من الطرقات المغلقة وتأمين البنزين والغاز. وأضاف: "أما المياه فيتم ضخها بالتناوب لتغطية الاحتياجات"، مشيرا الى ان الحكومة السورية تقوم بدورها في هذا المجال حتى في المناطق الشرقية.
وأشار نصير الى معاناة كبيرة في موضوع الكهرباء غير المتوفرة على الاطلاق، لافتا الى انّه يتم الاعتماد بشكل كامل على المولدات الكهربائية، وهو ما يشكل تكلفة كبيرة جدا على أبناء المدينة ويؤدي لعبء مالي كبير خاصة وأن القوة الشرائية لليرة السورية ضعُفت كثيرا.
وردا على سؤال عن توفر المواد الغذائية، قال نصير: "معظم المواد متوفرة بشكل معقول ومقبول، ولا يمكن الحديث عن أي مواد مفقودة تماما".