لفت القيادي في حركة الجهاد الإسلامي علي أبو شاهين الى إن القضية الفلسطينية تمر بتحدٍ كبير وخطير واستثنائي، يتمثل بما يجري حولنا في الإقليم والمنطقة من أحداث خطيرة وفتن شغلت الجميع عن فلسطين وما يجري في فلسطين، وأعطت الفرصة لـ"الكيان الصهيوني" لفرض رؤيته ومخططاته لتصفية القضية الفلسطينية، ولذلك تضاعف الحصار والاستهداف للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده والهدف الأساس من وراء ذلك كسر إرادته، وإحداث شرخ بينه وبين فصائله المقاومة، ودفعه للاستسلام الكامل والتخلي عن حقوقه وثوايته.
وفي كلمة له خلال ذكرى انطلاقة الحركة بمسيرة حاشدة في مخيم برج البراجنة، رأى أن هذه الهجمة غير المسبوقة سواء في تشديد الحصار على غزة كمحاولة لتقويض الانتصار وتحويله إلى هزيمة سياسية، من بوابة الحصار، لأن هناك من يريد أن يرهن احتياجات أهلنا في القطاع بجملة من الشروط التي تلتف على المقاومة، للإيقاع بينها وبين جمهورها، ولخلق الظروف المناسبة للمطالبة باستهداف المقاومة، بعد أن عجز "الكيان"، بكل آلته العسكرية، عن نزع رصاصة واحدة من أيدي المقاومين، ولكننا واثقون أن شعبنا الذي افتدى المقاومة بدمائه وأبنائه لن يخذلها.
وأكد أن المخيمات في لبنان لن تضيع البوصلة أبداً وتدرك أن المسؤول الأول عن كل معاناتنا ومشاكلنا هو "العدو الصهيوني" الذي احتل أرضنا وشرد شعبنا ولا حل جذري لقضيتنا ولمعاناتنا إلا باسترداد الأرض وعودة الشعب إلى دياره التي هجر منها، وإن هذه المسيرة اليوم في مخيم من هذه المخيمات هي أنموذج عن هذه الإرادة، ورسالةً إلى كل المراهنين على تراجع واستسلام شعبنا الفلسطيني.
وأردف قائلا: إننا نطالب الدولة اللبنانية بإقرار حقوق شعبنا العادلة، المدنية والإنسانية والاجتماعية، وندعو إلى مواجهة مؤامرة تخلي الأنروا عن مسؤولياتها وإلى ضرورة معالجة المشاكل التي تعاني منها المخيمات ولاسيما التصدي لكل ما يستهدفها في أمنها الاجتماعي، وخاصة ظاهرة المخدرات التي لا بد من تضافر جهود الجميع، أهالي وفصائل ومؤسسات، للقضاء عليها وتطهير مخيماتنا من هذا الوباء، بعيداً عن أية مزيدات، الأمر الذي يتطلب من جميع الفصائل تعزيز حضورها في هذا المجال، ولاسيما في دعم جهود القوة الأمنية في مخيي البرج وشاتيلا لتكون هذه التجربة نموذجاً يعمم على بقية المخيمات.