اطل رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية بالامس ليقطع الشك باليقين. بضع كلمات في بداية مقابلته بالامس كانت كفيلة لتعطي الصورة التي سيكون عليها يوم 31 الحالي. اعلنها بفم ملآن "سأكمل حتى النهاية في موضوع الترشيح للانتخابات الرئاسية". وعلى هامش مقابلته انطلقت سجالات بين جمهوري "المردة" و"التيار الوطني الحر" تكاد تكون الاعنف على الاطلاق على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصلت نسبة التشنج الى اعلى مستوياتها.
كان من الصعب جدا العمل على جمع تصريحات من المواطنين على وسائل التواصل، نظرا الى الحدية التي تخاطب بها جمهور الفريقين، ومن خلفهما الحلفاء، وكأن خط التواصل انقطع بين القواعد الشعبية في هذه المرحلة قبل جلسة انتخاب الرئيس. بين وسم "نحن معك" الذي اطلقه جمهور فرنجية و"الابن الضال" الذي اطلقه جمهور العماد ميشال عون، انقسمت الاراء وسط تسجيل مشاركات كثيفة من قبل الجانبين، مقابل فريق ثالث طالب باعتبار الموضوع نصرًا لقوى 8 اذار نظرا لان المرشحين من نفس الفريق السياسي.
مؤيدو فرنجية ركزوا على اعادة نشر مقاطع من كلمات فرنجية في المقابلة ورفعوا شعارات مؤيدة له للرئاسة. فؤاد خريس شدد على انه "لو تُرك أمر انتخاب الرئيس للشعب اللّبناني لن يرى عون حجرًا من حجارة قصر بعبدا". محمد حويلا سأل مستغربا "اذا نحن مع فرنجية للرئاسة بتكون فتنة واذا مع عون منكون مقاومين شرفاء؟ او هي القصة نكد بنكد؟" نور بعلبكي اعتبرت ان الفرق بين فرنجية وبين عون إن "الجنرال بحاجة للرئاسة لكن فرنجية الرئاسة بحاجة اليه". سحر قبيسي توجهت الى رئيس المردة بالقول: "لانك لم تمل كما مالت بهم ريح المصالح وبقيت الاصدق والاوفى نحن معك".
منى شهاب سألت "كيف نستطيع تقبل عون رئيسا للجمهوريّة من بعد كلام فرنجيّة؟" ايمن ماجد اعتبر انه "لو تجسد الوفاء رجلا لكان إسمه سليمان فرنجية". علي وهبي لفت الى انه "إذا ميشال عون إلو علينا دَيْن، إي سليمان فرنجية إلو علينا ديون". بولا غاديه اوضحت ان "هناك من نسي ان لفرنجية شهبًا، وان الغاءه صعب". احمد ياسين توجه للبيك بالقول: "نحن معك لانك ما غيّرت موقفك من المقاومة بنهار؟ لانك ما تخلّيت عن وزرائك او شعاراتك؟ لانك فضلت الوطن عالصّهر؟"
وهناك من ذهب الى ابعد من المدح بفرنجية والمقارنة بينه وبين عون وتوقع فوز رئيس المردة بالرئاسة، وفي السياق اشار بشير معضاد الى ان "الزمن قد يعيد نفسه ويحصل ما حصل مع فرنجيه الجد والفوز يكون لفرنجيه الحفيد بصوت واحد فارق، لننتظر ولنرى".
بالمقابل، كان هناك حملة مضادة من قبل الجمهور العوني على اطلالة فرنجية بوسم "الابن الضال". ندين حداد اشارت الى انه "لم نستنتج من اطلالة فرنجية بالامس سوى تحريض الطائفة السنية على الجنرال ميشال عون". جورج جبيلي لفت الى ان التحالفات تتغير كل يوم، ولكن لماذا الحقد على العماد؟ ودعا في السياق فرنجية الى ترك خط واحد للرجعة مع الزمن، اضاف قائلا "لا تقطع طريقاً بين اللبنانيين والتيار القوي". وعلى نفس الخطى، طالب كرم ادريس فرنجية بحفظ طريق للرجعة لان هناك حكومة وانتخابات نيابية، وطالبه في السياق بالاتعاظ من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري.
وائل نعمة اكد انه "مع كل قرار يأخذه سماحة السيد حسن نصرالله، والسيد رشح العماد عون فكلنا معه ونثق بقراراته الحكيمة الصائبة". عماد مطر طالب بالتوقف عن الحديث عن وفاء سليمان فرنجية، وسأل "من الذي أصاب فريق 8 آذار بالإنقسام وجلب الجدال الحاد بين الفريق الواحد؟" معتبرا ان "هذاالموضوع بحد ذاته خيانة". جورج براك لفت الى ان "فرنجية يتناسى من حرص على ان يكون ممثلاً في البرلمان بكتلة، ومن اصر على ان يتولى ممثلوه الحقائب الوزارية، وانه يعظ بالوفاء".
وبحسرة قال نبيل ابو عبدو تعيلقا على كلام فرنجية: "كانت ليلة حزينة بالنسبة لي، كلام سليمان فرنجية احزنني من قلبي". نسرين الحايك رأت انه كان الاجدى على فرنجية ان يتحدث كمرشح رئاسي ذات مستوى عال راق وليس حديث الصالونات.
وعلى مسافة واحدة من الفريقين طالبت مجموعة من فريق 8 اذار بوقف الهجمات واعتبار الموضوع انتصارا للجميع في هذه القوى، وفي هذا السياق اعتبر علي رعد انه "مع وصول اي من المرشحين، محور المقاومة انتصر". روزانا رمال لفتت الى ان ما ختم به فرنجية مقابلته هو بيت القصيد المنتظر لهذا المحور من سنوات، ونقلت عنه قوله انه "لو فاز عون او فزت انا بالرئاسة فهذا انتصار لخطنا"، ودعت للتركيز على هذه المقولة.
الى حين صدور نتائج الانتخابات الرئاسية الاثنين المقبل، ستبقى التوقعات والتشنجات سيدة الموقف، بعد عودة الصخب الرئاسي الى اوجه اثر استراحة دامت اكثر من سنتين ونيّف.