الشخصنة تقتل القلم. الفردية تطمره. “الإيغو” تدفنه. لا حاجة الى “الأنا” في مَواطن الكتابة. في اختصار الذاتية قاتلة ومع ذلك فيها نشوة إيصال بعضٍ مما يعجز كثيرون عن إيصاله قولًا أو كتابةً. لا “تبخير” في الصحافة، هي القاعدة الذهبية بعيدًا من “ترّهات” الموضوعية والحياد التي تُشرَّب بالملعقة الى أجيال “الكتابة الصاعدة” وما أبأسها. وكما أن “الحياد” المزعوم يسقط كتابيًا ويصبح بلا ذي معنى عندما يتعلق الأمر بمصير قومية أو شعبٍ أو سيادة (كحرب إسرائيل على لبنان)، تسقط نظرة “الشكّ” حول نصٍّ مُشخصَن عندما يتعلق الأمر بوافدٍ الى عالم الأضواء ما اختلف عليه اثنان ولن يختلفا.
مع احترامنا الكامل لحقوق الملكية الفكرية والأدبية، وبالإذن الكامل من الفنان زين العمر وتغريدته عن الرئيس العماد ميشال عون والتي أثبتت صحّتها يوم الأحد الفائت في لقاء بيت الشعب، ومن باب الاقتباس الحلال والإسقاط الحلال، العميد شامل روكز أيضًا “حرامي”، وليس أي "حرامي".
شامل أيضًا “حرامي” لأنه يسرق هو الآخر من محبّة الناس شذراتٍ ويراكمها بصمتٍ من دون إحداث ضجيج. هي القوّة في عدم إحداث ذاك الضجيج بل في تركه يستولد نفسَه طبيعيًا لا قيصريًا في مكان وزمانٍ مناسبيَن.
شامل أيضًا “حرامي” لأنه ينهل من بزّته العسكرية وقارًا ويسرق من الناس انجذابًا ليس فقط لتاريخٍ بل لحاضرٍ براغماتي ومستقبل مبشّر.
شامل أيضًا “حرامي” لأنّه يسرق من الأرض تواضعًا قلّ نظيره. يسرق من تلك الأرض التي “يعاشرُها” في مشاويره بساطةً وطيبة. يسرق من سنابِلها مواقيت الانحناء وعدمه، ومن ناسِها أسرار صمودٍ وتشبُّث.
شامل أيضًا “حرامي” لأنه ينهب من مصارف الناس أرصدةَ محبةٍ لا تنهار عملتُها وسعرُ صرفها ثابتٌ منذ زمن وودائعُها تفوق تاريخًا عمره ثلاثة عقود، وفوائدُها ساقطة لأنها محبة عفوية غير مُقترضة وغير مرحلية.
شامل أيضًا “حرامي” لأنه نشّالُ “صورٍ” يبحث عنها عشّاق كاريزماه حتى عندما لا يكون هو الحدث.
شامل أيضًا “حرامي” لأنه لم يسرق من الرابية إنجازًا ولن يسحب من قصر بعبدا لقبًا «عبثيًا» لمجرّد أنه من الحلقة العائلية الضيقة.
شامل أيضًا “حرامي” لأن الكاريزما لا تُشرى ولا تُباع ولا يصنعها مستشار “فحل” ولا يعززها تلقّي دروس في الوقوف أمام الكاميرا والخَطب في الناس. هي ببساطة Built In وشامل يمتلكها ولا يستخدم سوى ربعها أو نصفها بالأكثر.
شامل أيضًا “حرامي” لأنه يسرق حتى من خصوم الخطّ المحسوب عليه (هوًى لا انتسابًا) تقديرًا جُلًا لمسيرةٍ عكسرية مشرّفة لا يمكن إلا أن تُعدِي مسيرةً مدنية مقبلة سواء تنفيذيًا أم تشريعيًا طالما أن الطينة هي هي.
هي لصوصيةٌ حلال تشبه لصوصيّة الفِكر التي غدت حلالًا هي الأخرى لندرة ممارسيها، لدرجة أن استعطاء الفُكَر بات مهنة من لم ينفكّ يحارب من أجل استنباط منطقٍ جديد لا استصناعه أو اقتباسه. هي لصوصيةٌ حلال كم يتمنى كثيرون من الشعب أن يمارسها العميد المتقاعد. كم يتمنون أن يتجاوز تقديرهم إطار “سيلفي” يتناسون المناسبة وصلبَها من أجل التقاطها لحظة مروره بين أجسادهم المتداخلة غير آبهٍ بأنه كان مشروع قائد جيش أو صهر رئيس الجمهورية أو مشروع وزير أو نائب.
هي لصوصيةٌ حلال لو قُدّر للجميع أن يعبّروا عنها أو أن يجيدوا التعبير عنها متى أتيحت الوسيلة لقالوا لصاحبها: اسرقْ يا شامل ما استعطتَ وما أردت، فلو سار الوطن كما تسير أنتَ على جبال لبنان لتكون دائمًا أول الواصلين بلا نفَس مقطوع لبقينا على القمّة، نحن مدّعي الجذور الفينيقية، ولما عرفنا كلّ تلك المنحدرات والأدراك!