لفت العميد عادل مشموشي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص في كلمة له خلال ندوة بعنوان "تحديات مكافحة الارهاب في ظل المتغيرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الاوسط"، إلى أنه "شرفني اللواء بصبوص إذ كلفني بتمثيله في افتتاح الندوة التي نحن بصددها اليوم"، مشيراً إلى أنه "كثيرة هي التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، بدءا بالهموم المعيشية اليومية، مرورا بالصعوبات الإقتصادية، والمعاناة الإجتماعية، والمخاطر البيئية، وانتهاء بمخاطر الإجرام المنظم كالإتجار غير المشروع بالمخدرات، والإتجار بالبشر، وأخطرها ظاهرة الإرهاب التي تكاد تقلق مضاجع العالم أجمع. فكيف الحال إذا كانت منطقة الشرق الأوسط تشكل اليوم أهم ساحاتها الساخنة".
وأشار إلى أن "مخاطر الإرهاب فاقت في السنوات الأخيرة الماضية كل تصور، إذ تخطت بخسائرها البشرية والمادية المعقول واستحال إحصاء ضحاياه وجلهم من النساء والأطفال الأبرياء، إلا أنهم بمئات الآلاف، ولم يسبق لهذه الظاهرة عبر التاريخ وتسببت بهذا القدر من الخسائر.وإذا كانت السنوات القليلة الماضية حبلى بالنشاطات الإرهابية، وما رافقها من نزاعات دامية، فإن المقبل من الأيام لن يكون أخف وطأة مما نحن عليه اليوم، بل ينذر بالكثير من المخاطر، هذا ما تشير إليه المؤشرات، التي يمكن لأي محلل أو مراقب رصدها بقليل من الجهد والتمعن، والمنطقة، كما توحي التحولات المتسارعة، مقدمة على تغيرات جوهرية قد تبدل معالمها الجيوسياسية، وتضعنا أمام تحديات أمنية لا يستهان بها، إن الإرهاب الذي عرفناه في الآونة الأخيرة، وخبرنا بعضا من أساليبه البشعة، يدعو للقلق، من حيث إيديولوجياته، وأساليبه، ووسائله، فيه عودة إلى الأساليب والوسائل البدائية، الذبح بالسكين بدلا من القتل بالرصاص، التفجير بواسطة أحزمة ناسفة بدلا من العبوات الناسفة أو السيارات المفخخة، اعتماد وسائل مدنية كأداة قتل لارتكاب جرائم فظيعة، كما هي الحال في استعمالهم إحدى الشاحنات لقتل الأبرياء دهسا".