يبدو ان طيور ساحة النجمة في بيروت والتي يعود الفضل بوجودها منذ عشرين سنة الى احد ضباط حرس مجلس النواب اللبناني الذي اراد اعطاء تلك الساحة مظهراً حضارياً يشبه ساحات كثيرة من دول العالم ، ولعل الاهمية الثانية لهذه الطيور انها الوحيدة التي بقيت وفية لمبنى البرلمان اللبناني تؤنس وحشته في حالات الفراغ ما خلا يوم انتشر مرض «انفلونزا الطيور» حيث غادرت الساحة مرغمة.
تقول مصادر متابعة لمسار تأليف الحكومة ان هذه الطيور عهدت يوم 31-10 -2016 لنفسها بمهمة جديدة وهي احلال السلام والوئام بين القيادات السياسية اللبنانية لانتخاب رئيس على طريق ولادة الحكومة، التي يبدو انها لا تشهد مخاضاً عسيراً، وظهر الامر بداية من خلال الاستشارات التي قام بها رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون، رغم ان الامر كان محسوماً لجهة تولي الرئيس سعد الحريري تأليفها، حيث انطلق ايضاً باستشارته ولم يسجل اي عراقيل او الغام قد تفجر مسار التأليف، وهي ان حصلت فهي تذلل بسرعة.
وتضيف هذه المصادر انه رغم عدم تصويت رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وكتلته لرئاسة الجنرال عون الا ان التشكيلة لا يمكن ان تمر دون «ارانب» ابو مصطفى التي تبقى متأهبة عند اية انعطافة، وهو الذي فوضه امين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير اختيار الحقائب عندما قال: «المعني بالتفاوض حول الحقائب وتشكيل الحكومة بالنيابة عن حركة أمل وعن حزب الله سوياً هو الرئيس نبيه بري. هو معنيّ أن يفاوض حول حقائب، حول أعداد، نحن لسنا جهة مفاوضة».
وعلى الرغم التكتم الشديد الذي يمارسه معظم الافرقاء حول الاسماء المطروحة والرسائل المتبادلة عبر اثير «التغريدات» وآخرها من رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع للرئيس بري، الا انها مجرد «شد حبال» بين الخصمين السياسيين ومن المرجح ان الامور تسير نحو الايجابية وعلى وشك خروج الاسماء الى العلن بعد ان تكونت شبه قناعة لدى الجميع حول «الكوتا» لكل فريق والتي له الحق ان يتصرف بها كما يشاء.
ويلفت المصدر الى ان حصة رئيس الجمهورية ستكون 7 وزراء 3 له يمكن ان يعهد لاسماء من خارج «التيار الوطني الحر» والـ4 الباقون من حصة «التيار» في حين ستكون حصة الرئيس سعد الحريري مؤلفة من ستة وزراء احدهم من الطائفة المسيحية يقابله وزير مسلم من حصة الرئيس عون، بينما سيكون لطائفة الموحدين الدروز 3 وزراء اثنان للنائب وليد جنبلاط في حين ان الوزير طلال ارسلان سيتمثل بشخصه، اما «القوات اللبنانية» فحصتها تتأرجح بين وزيرين او ثلاثة في حال اعتكف «حزب الكتائب اللبنانية» عن المشاركة وربما ستكون احداهما سيادية.
ويتابع المصدر الى ان بورصة الاسماء التي هي قيد التداول ومن المرجح ان تخرج الى العلن في وقت قريب مؤلفة من الوزراء علي حسن خليل، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس (كوزير دفاع)، النائب سليمان فرنجية الذي قد يتمثل بالوزير السابق بسام يمين، النائب فيصل كرامي، والوزير السابق سليم جريصاتي، الوزير السابق مروان حماده، الوزير السابق اسعد حردان الذي ربما يعود الى وزارة العمل ونائبين «مستقبليين» سيدخلان نادي الوزراء جمال الجراح ومصطفى علوش، وجهاد سلامة المحاضر الاولمبي ورئيس نادي المون لاسال كوزير للشباب والرياضة.
وفي الختام يرى المصدر انه لا يمكن الجزم لناحية الاسماء في حين ان «الكوتا» الوزارية هي شبه محسومة وربما الايام المقبلة ستحمل الخبر اليقين لناحية التشكيلة التي كثرت المراهنات حول صعوبات كثيرة ستعترض تأليفها الا ان حركة الاتصالات تشي بسرعة «النت» بين الافرقاء بعكس حركة الاتصالات والانترنت بين المواطنين على كافة الاراضي اللبنانية.