باتت فكرة استخدام النقود تلقى نفورا كبيرا في مقابل زيادة أعداد من يفضلون استخدام البطاقات البنكية الإلكترونية مع اعتبارها أكثر "نظافة" وأماناً" كما يقول البعض.
وأشار موقع "بي بي سي" في تقريري ألقى الضوء على فكرة تقلص استخدام الدفع عن طريق النقود لصالح استخدام البطاقات الإلكترونية في الدفع إلى انه "ففي هولندا، من المؤكد أن النقود السائلة لا تلقى اهتماما يذكر. ففي العديد من الأماكن، لم يعد يعترف بها كأداة للتعامل القانوني. ونرى أعداداً متزايدة من أصحاب المتاجر الهولندية، من متجر "ماركت" الراقي لبيع الأطعمة الصحية، إلى المخبز، وصانع الكعك الكائن في منطقتي السكنية، باتوا يتعاملون فقط ببطاقات الخصم المباشر البنكية. حتى إن بعض باعة التجزئة يصفون التخلي عن التعامل بالنقد بكونه "أنظف" أو "أكثر أماناً".
أما في السويد، فقد أصبحت المشكلة كبيرة إلى درجة أن الكثير من المقيمين، ممن يواجهون مأزق التصرف مع كميات النقد التي لا تريدها المصارف والبنوك، أصبحوا يعمدون إلى "إخفائها في أفران المايكروويف"، حسبما يذكر بيورن أريكسون، رئيس تحالف تجاري يعرف باسم "ساكيرهيتسبرانشون" في قطاع الائتمان. روابط ثقافية رغم ما ذكر، نرى تفاوتاً كبيراً في السلوكيات والمواقف عبر أوروبا والعالم. لا تزال بعض المجتمعات والثقافات مترددة بقوة بشأن التخلي عن النقد، بما فيها ألمانيا التي يعتقد المستهلكون فيها، حسب دراسة حديثة أجراها البنك المركزي للبلد، أن استعمال النقود يعطيهم تحكماً أفضل في عملية الإنفاق.
ففي بلد يعتبر القوة الاقتصادية العظمى لأوروبا، لا تزال أكثر من 75 في المئة من المدفوعات تجرى عن طريق العملة النقدية. أما في إيطاليا، حيث تمتد جذور عميقة للتعامل بالنقود، فإن تلك النسبة تقفز إلى 83 في المئة.
وبقدر ولع الأميركيين بعملة الدولار حتى وقتنا الحاضر، فإن السير خطوة نحو التخلي عن النقد بدأ يترسخ عبر الأطلسي أيضاً، مع أنه تم اعتماد بطاقات الائتمان المحتوية على شريحة إلكترونية في العام الماضي فقط في الولايات المتحدة، بعد عقد كامل مما جرى في الكثير من الدول الأوربية.