أكّد النائب ​أحمد كرامي​ أن معارضته ورئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبلاد، "باتت وراءنا"، لافتا الى انهما اليوم يشدان على يده للنهوض بالبلد وسيقفان معه بكل النجاحات التي قد يحققها، مشيرا الى أن الجزم بأن هذا العهد سيكون مختلفا عن سواه من العهود ليس بمكانه وغير منطقي. واضاف: "يجب ان نرى ما سينتجه هذا العهد كي نميزه عن باقي العهود".

واذ أعرب كرامي في حديث لـ"النشرة" عن أمله في أن تتشكل الحكومة كما يرغب المعنيون قبل عيد الاستقلال في 22 من الشهر الجاري، شدد على ان اتمام عملية التأليف بعد ذلك بيومين أو 3 او حتى 4 ليس كارثة، مذكرا بأن الحكومة السابقة لرئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ استلزمت 135 يوما وحكومة نجيب ميقاتي حوالي 200 يوم، كذلك حكومة تمام سلام التي بقيت في مخاض من 11 شهرا. واضاف: "وحدها حكومة سليم الحص تشكلت في اليوم الأول للمشاورات".

لحكومة متجانسة ومنتجة

واعتبر كرامي ان الأهم من الاسراع بتشكيل الحكومة هو تشكيل حكومة منسجمة وقادرة على الانتاج والعمل، وقال: "أنا وميقاتي سمينا الحريري لتشكيل الحكومة ونترك له حرية الاختيار ما اذا كانت هذه الحكومة ستكون حكومة وحدة وطنية أم لا"، مشيرا الى ان ما يأملونه أن تكون "متجانسة كي تتمكن من ان تتخطى كل المطبات والعراقيل التي ستعترضها، وهي لا شك ليست بقليلة".

وردا على سؤال، عمّا اذا كان يؤيد ما اعلنه رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط عن ان انتخاب العماد عون رئيسا للبلاد لم يكن صناعة محلية، أشار كرامي الى ان هذه المسألة أصبحت وراءنا ولا أهمية ما اذا كانت التسوية داخلية أو خارجية، وتساءل: "لماذا ندخل بجدل حول جنس الملائكة؟"

وأعرب عن أمله في ان يستمر هذا الزخم الدولي الذي رافق الاستحقاق الرئاسي كما عملية تكليف رئيس للحكومة للمساهمة بنهوض البلد، لكنّه نبه الى ان انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية قد يكون له انعكاسات كبيرة على المنطقة خاصة اذا اراد اعادة النظر بالاتفاق النووي الايراني.

خطاب القسم أساس البيان؟

وردا على سؤال عمّا اذا كان البيان الوزاري سيشكّل تحديا مقبلا للعهد الجديد في حال اصرار حزب الله على ايراد ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة" في مضمونه، اعتبر كرامي ان البيان لا يمكن ان يمر من دون هذه الثلاثية، حتى ولو يتم ادراجها بشكل مباشر وبحرفيتها، مرجحا ان يتم اعتمادها من دون التسمية والمصطلحات المذكورة.

ورأى أن خطاب قسم الرئيس العماد ميشال عون كان جيدا وينفع لاعتماده كأساس للبيان الوزاري بعد تشكيل الحكومة. وقال: "الأهم أننا حيدنا لبنان عما يحصل في المنطقة المضطربة والتي لا توحي التطورات أنها مقبلة على انفراجات قريبة"، لافتا الى انّهم وبالرغم من كل الاستهزاء بـ"سياسة النأي بالنفس" التي تمسك بها ميقاتي، "الا أنّهم عادوا ليتمسكوا بها هم أيضا بعد اقتناعهم بأنّها وحدها الكفيلة بعدم جر لبنان الى أتون النيران المشتعلة حولنا".