توجه إدمون صعب بكتاب لنقيب محرري الصحافة الياس عون يتضمن مخرجا يتعلق بوضع جريدة "النهار" بالنسبة الى الوضع المأسوي الذي تعانيه الجريدة والذي تضمن "حتى لا نظلم أحدا، الحمل الملقى على نايلة وميشيل تويني أكبر من طاقتهما، وقد رسا عليهما بفعل استشهاد الوالد ثم وفاة الجد، والمأمول ان تؤلفا "مجلس حكماء" يضم الأساتذة فرنسوا عقل والياس الديري وأميل خوري وراجح الخوري وجهاد الزين ،على ان ينضم اليهم الاستاذ سمير عطاالله والخبير الاقتصادي مروان إسكندر، وممثلان لنقابتي الصحافة والمحررين ومندوب عن المطران الياس عودة وآخر عن مؤسسة الحريري ، فيتداول هؤلاء اوضاع "النهار" من جوانبها كلها ثم يقترحون حلولا تعرض على جميع العاملين في الجريدة خلال لقاء يعقد في صالة تستأجرها الجريدة ليكون القرار جماعيا. وهكذا فعلت "النيويورك تايمس" قبل سنوات عندما اكتشفت ان احد محرريها قد خان العهد مع اثنين من المديرين، في ما عرف ب"العين السوداء" وقد كتبت عنه في حينه. علما ان هذه الصحيفة عندما شارفت الافلاس عام 1896 على أثر هبوط مبيعاتها وتراجع عائدات إعلاناتها، بعد تغييرها لسياستها، لم تلجأ الى الصرف بل بحثت عن شار فجاءها صحافي يدعى ادولف اوكسيس اشتراها ولم يصرف أيا من محرريها بل زاد عددهم لإيمانه ان هؤلاء هم اهم عنصر في رأسمالها، ويدير الصحيفة اليو م احد احفاده. اما جريدة "لوموند" فلم تصرف اي محرر لديها عندما واجهت قبل سنوات أزمة مالية حادة، بل باعت مبناها التاريخي في "بولفار دي زي زيتاليان" معتبرة محرريها رأسمالها الأساسي الذي راكمته مع الوقت ووظفت فيه الكثير من المال ولذلك لم تكن مستعدة للتضحية به".