لم يمر العرض العسكري الذي أقامه حزب الله في مدينة القصير السورية كأي حدث عادي، لا في لبنان ولا حتى في الاعلام العربي والدولي. ورغم معرفة الجميع بمدى تطور قدرات حزب الله العسكرية بعد انخراطه في المعارك الدائرة بسوريا، الا أن الصور التي انتشرت شكّلت مفاجأة لدى كل من شاهدها.
إسرائيليا، تلقى الإعلام هناك صدمة بسبب هذه المناورة التي استخدمت فيها مدرعات وآليات لم تكن مع الحزب في السابق. فقد لفتت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية إلى أن "الاليات التي شاركت في استعراض حزب الله العسكري هي جزء من لواء مدرع شكله الحزب قبل عام بالضبط والذي اصبح جاهزا الان، ويوجد لديه قرابة 130 الف صاروخ، والان هو يعرض قدرات لم تكن بحوزته في السابق، والاستعراض يمثل إثباتاً ان حزب الله هو جيش هجين فهو منظمة مغروسة بين السكان ومن جهة اخرى يعمل كجيش تقليدي قادر على تنفيذ هجمات مدرعة محدودة".
وبعد اتهام بعض الصحف الخليجية حزب الله باستخدامه مدرعات الجيش اللبناني في المناورة، سارع الجيش اللبناني إلى نفي هذه المعلومات مؤكداً أن لا علاقة لآلياته بأي من الصور التي تم نشرها.
سياسياً، استنكرت العديد من القوى السياسية في لبنان هذه المناورات، خصوصا كتلة المستقبل ووزير العدل المستقيل في حكومة تصريف الأعمال اللواء أشرف ريفي الذي رأى في هذا العرض تهديداً للعهد الجديد.
وكما جرت العادة، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بين مؤيد لهذا العرض وبما يقوم به حزب الله، وبين مستنكر لتعاظم دور الحزب خصوصاً على اراضٍ لا تعتبر لبنانية.
وفي هذا السياق، تعرب كارول معلوف عن استيائها من أنه "لم يصدر اي تعليق رسمي عن اي مسؤول لبناني عن الاستعراض العسكري لحزب الله في القصير غير استنكار اللواء أشرف ريفي". ويتساءل فادي الداهوق "ما هو رأي المحرضين على النازحين السوريين في لبنان بالعرض الذي أقامه حزب الله في القصير".
وذهب البعض لاعتبار نشاط حزب الله في مدينة القصير تحدياً للأعراف الدولية ولكل القرارات الأممية. فيعتبر نبيل الحلبي أن "الإستعراض العسكري لحزب الله، "والذي يعتبر منظمة إرهابية" في مدينة القصير السورية هو خرق لكل الأعراف، مع العلم أنه لم تُسجَّل أي غارة إسرائيلية طوال ساعات الإستعراض الطويلة واللبيب من الاشارة يفهم".
أما محمد نجار فيرى أن "استمرار تحدي حزب الله للقانون الدولي واستعراضه العسكري في القصير السورية على متن عربات اميركية يستوجب موقفا دوليا وعربيا صارما".
وفي المعسكر المقابل، لقي هذا العرض العسكري تهليلاً وتبريكاً من مؤيدي الحزب. فيرى المغرّد "ساجد" أنه "اذا كان ما نشر في العرض العسكري هو المكشوف فـ"الله يستر" مما هو غير مكشوف". ويقول حمزة الخنسا "حزب الله يستعرض فوج المدرّعات في القصير فيما البعض في بيروت يستعرض اسماء المستوزرين والحقائب الوزارية ولسان حال الحزب: بس تتفقوا خبرونا".
أما عباس الزين فنشر صورة لصواريخ مضادة للمدرعات عرضها الحزب على آليات مع مناظير، وقال "هنا يظهر في الصورة "النادور" الذي تكلم عنه (النائب) سامي الجميل، وطبعا "النادور هنا معدّل".
ويقول علي ناصرالدين "سلاح الحق بأيدينا وعنه لن نتخلى وسيدنا وعدنا وقال زمن الهزائم ولّى ورأس كبير الاعادي بات تحت أقدامنا".
ونظر المغرد فاروق الجزائري إلى الموضوع من جهة ثانية، فيعتبر أنه "كان يجب على حزب لله أن يتستر عن مثل هذه المعلومات لأنها قد تكون هدفا للطيران الإسرائيلي وهو قادر على فعلها".
ما عرضه حزب الله خلال احتفاله بـ"يوم الشهيد" في مدينة القصير السورية، يُخرجه من كل المعادلات المحلية، ليتحول إلى جزء أساسي من المعادلة الاقليمية والتي بات يلعب فيها دوراً مهما، وتجاوز بذلك حدود الوطن، ليلاحق قضيته أينما وجدت.