دقّ تجمع الأندية والجمعيات المدنية في النبطية ناقوس الخطر ازاء استفحال تراكم النفايات في الشوارع والحاويات واقترابها من المنازل، وفيما لم تلح في الافق اي بوادر للحل وايجاد البديل عن مكب الكفور المقفل بقرار قضائي ومعمل الفرز المعطل، فان الدعوات بدأت توجه من التجمع لاهالي النبطية للاعتصام يوم الاستقلال امام مركز محافظة النبطية لاطلاق التحركات الشعبية في القرى وتحميل اتحاد بلديات الشقيف السلطة التنموية المسؤولية الكاملة عما وصلت اليه الامور.
وفي حين حمّل التجمّع صراحة حركة أمل وحزب الله مسؤولية انسداد الأفق في حل الأزمة، وهما المعنيان بها، وذلك إثر لقاء 45 جمعية ونادٍ في مبنى الجمعية الخيرية في النبطية وحضرته قوى يسارية، وغاب عنه كل من أمل وحزب الله، "لان ليس لديهما اي جديد يتعلق بالملف"، بحسب ما كشف عضو التجمع علي عميص لـ"النشرة"، مشيراً إلى أنّ انعدام الحل دفع الناس لاحراق النفايات وتجميعها وسط ساحات القرى، وهذا يؤدي للاضرار بالبيئة والصحة والسلامة العامة.
وأعلن عميص ان التجمع بصدد تقديم دعوى قضائية الى الرئيس الاول لمحاكم النبطية القاضي برنار شويري والمدعي العام البيئي القاضي نديم الناشف للتشدد في ملاحقة المتورطين في الفساد والسمسرات والصفقات، والذين تسببوا بهذه الازمة واعتكفوا جانبا عن ايجاد البدائل والحلول.
وفي سياق متصل، نوه عميص بموقف اهالي الكفور الجبار في تحمل وزر الازمة طيلة هذه السنوات وهو ما يعجز جبل عن حملها وهم الذين حرموا من التقديمات التي تتوجب لهم ازاء وجود المكب على ارضهم والتي وعدوا بها وهي اقامة الحدائق ودفع البدلات المالية للبلدية، مؤكدا ان الحل اولا واخيرا باعتماد الفرز من المصدر الذي تسير به بلدية عربصاليم، والغاء التعاقد مع شركة جمع النفايات وتلك المشغلة للمعمل لانهما اخلا بالعقد المبرم معهما وهذه مسؤولية اتحاد بلديات الشقيف.
إلى ذلك، علمت "النشرة" ان معظم البلديات رفضت اقامة مكبات على ارضها ومنها بلدية انصار، كفرتبنيت، ارنون، زوطر الغربية وزفتا، وبادرت بلديات الى احراق النفايات فيما لجأت بلديات اخرى الى توضيبها في اكياس بانتظار الحل، ومنها بلدية كفررمان، كما أقامت بعض البلديات مرغمة مكبات لتصريف ازمة النفايات المكدسة في شوارعها امام ضغط الناس ومنها بلدية يحمر.
وفي هذا الإطار، حذر الأمين العام لملتقى "أدب" في الجنوب وابن كفررمان الأديب جميل معلم من أنّ وجود النفايات في الطرقات وقرب المنازل والمدارس والمؤسسات سيؤدي إلى أوبئة وأمراض معروفة وغير معروفة، داعياً أصحاب القرار للمبادرة برفع النفايات قبل وقوع "الطامة الكبرى". واقترحت الناشطة البيئية في كفررمان هنادي شكرون، عبر "النشرة"، طرح مشروع تخصيص قطعة أرض لحلّ الأزمة وذلك على حساب أهل كفررمان، على أن لا يدفع كلّ بيت أكثر من عشرة دولار، وهو مبلغ مقدور عليه. أما الناشط البيئي في زوطر الشرقية حسين سويدان فأسف عبر "النشرة" لتراكم وتكدس النفايات في الشوارع، متسائلاً لماذا لا يكون في كلّ بلدة مطمر صحي ومعمل عام لفرز النفايات لمنطقة النبطية بكاملها. ومن جهتها، اعتبرت عضو تجمع أبناء النبطية جهينة مروة أنّ على الأندية والجمعيات أن تبادر لتنظيف الطرقات من النفايات، قبل التركيز على نشاطات أخرى كتكريم الفنان الراحل ملحم بركات.