لفت الوزير السابق سليم وردة الى "أننا كنا قد إستبشرنا خيرا بسرعة تكليف سعد الحريري تشكيل أولى حكومات العهد، وبالجهود الرامية إلى تأليفها قبل عيد الإستقلال، وفق صيغة رشيقة من 24 وزيرا، فتُضفي زخما للعهد في إنطلاقته، وتكون حكومة فاعلة في خدمة الوطن والمواطنين، بعد طول تعطيل. وبالتالي كان المطلوب عدم إثقال هذه الجهود بالمطالب والشروط لحكومةٍ يفترض أن عمرها قصير، لحين إجراء الإنتخابات النيابية التي ستُعيد الإعتبار للدستور والحياة الديمقراطيّة وصحة التمثيل".
وأشار في تصريح الى أن "ما نتابعه من شروط وشروط مضادة حول تمثيل الأحزاب والطّوائف، وتوزيع الحقائب، تُؤَخّر ولادة الحكومة وتدفع إلى صيغة فضفاضة من 30 وزيرا لتلبية كلّ المطالب، بصرف النّظر عن أحقّيّة هذه المطالب"، مؤكدا أنه "بات من الواجب إعلاء الصوت، والتحذير من أنه إذا كان على المواطنين أن يتحملوا وِزرَ التأخير في قيام السلطة التنفيذية، فلا يجوز أن يكون ذلك لمصلحة إجتراح صيغةٍ حكومية تُرضي التركيبة السياسية القائمة في البلاد ونَزواتها وتُغفل حقوق التمثيل الحقيقي للمكونات الإجتماعية والشّعبية".
وأوضح وردة أنه "د كل إستحقاق إنتخابي نيابي أو بلدي، من يفوز بزحلة يكرس منتصرا، ذلك أن زحلة بتنوعها الممثل لكل مكونات الشرائح اللبنانية تضفي قيمة مضافة وشرعية للرابح"، مضيفا: "زحلة، ليست فقط التجمع السكاني الأكبر والأشمل بقاعا، بل الإقتصادي أيضا بكل قطاعاته وهي المركز الإداري للبقاع والممر بين محافظات لبنان وعاصمته، وبينهم وبين العمق المشرقي. إنها المنطقة التي دفعت وتدفع الثمن الأبهظ نتيجة للأوضاع في سوريا، وهي المنطقة التي لم تخرج يوما عن الشرعية، رغم كل الإهمال، بل قامت نموذجا للارادة اللبنانية بالمبادرات الفردية لأبنائها وصانت مؤسسات الدولة. وزحلة هي من صناع تاريخ لبنان ومدرسة في الوطنية، ولطالما كانت خط الدفاع الأول عن لبنان".
وسأل: "فكيف يجوز للعهد الجديد أن يهمش كل ما تمثله زحلة، بعدم تمثيلها وزاريا؟ في إهانة لكفاءاتها وللقيم التي جعلت من زحلة حجر زاوية في البناء اللبناني. وهل يقبل العهد الجديد بأن يكرس السابقة بتغييب زحلة عن الحكومة، بعد خطيئة إغفال تمثيلها في حكومة الرئيس تمام سلام؟ في وقت زحلة ممثلة بسبعة مقاعد نيابية، أي بأكثر مما تتمثل به نيابيا بعض الأحزاب والطوائف التي تحفظ لها حصصا في الحكومة العتيدة"، مضيفا: "لا تحرموا زحلة من حقها في أن تلعب دورها في المشاركة برسم سياسة البلاد، لأن في ذلك خسارة وطنية، وزحلة ما اعتادت أن تنام على ضيم، هي التي كما أسلفنا الوسام على صدر من توليه الثقة".