ندم أحد اصحاب المسابح على قرار الاقفال المبكر الذي اتخذه هذا العام، فالموسم الذي ظن كثيرون أنه سينتهي في أيلول استمر لأسابيع إضافية، وفصل "الحر" امتد الى "تشارين"، فما هي أسباب تأخر الأمطار هذا العام؟
يتأثر لبنان بالكتل الهوائية الباردة التي تأتي من القطب الشمالي، ولكن قوة الدفع لهذه الكتل هي ما يحدّد تأثيرها علينا، يقول رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي عبد الرحمن زواوي. ويضيف: "عندما لا يكون الدفع كافيا لهذه الكتل، نُحرم من تأثيرها على منطقتنا ويتكون الهواء النفّاس "jet" في المنطقة التي تقع بيننا وبين تركيا مما يشكل حاجزا لأي منخفض جوي متوقع"، لافتا النظر الى ان هذه الحالة تتكرر كل 3 او اربع سنوات دون ان تُعرف الأسباب العلميّة الواضحة لها.
ويشير زواوي الى ان تشكل الـ"jet" فوقنا وليس تحتنا أي شمال مصر يحرمنا المطر في أيلول وتشرين الاول والثاني، وفي هذه الحالة يحمل كانون الاول معه الأمطار بنسب أكبر من النسب الطبيعية. ويقول: "ان هذه النتيجة أتت بعد ملاحظاتنا على مدى الاعوام الماضية وبالتالي لا يمكن اعتمادها كمعيار دائم لأن هذا الامر بحاجة الى دراسات طويلة، ولكن انطلقنا من مشاهدتنا لحالات مشابهة مثلا في العام 2013 وفي العام 2010، مشيرا الى ان شتاء العام 2013 بحصيلته النهائية كان سيئا جدا، بينما كان جيدا في العام 2010.
يؤكد زواوي ان لا احد يمكنه التنبؤ بكميات الأمطار والثلوج التي يمكن أن يحملها معه شتاء هذا العام، ورغم أن كمية الامطار حتى الأمس بلغت 30 ملم، وكانت في نفس الوقت السنة الماضية 130 ملم، والمعدل العام 120 ملم، الا أن "الأمل" كبير بأن تُعوض كميات الامطار في الأسابيع المقبلة. وفي هذا السياق يشير زواوي الى أن "المنخفض الجوي" المتوقع لنهار غد الأربعاء لم يرتق لمستوى العاصفة لأن كمية الامطار والثلوج لن تشكل عبئا على السكان، ولن تُمطر لأيام متواصلة بل لساعات، مشيرا الى ان الامطار ستشتدّ غزارتها نهاري الخميس والجمعة بينما ستنخفض درجات الحرارة نهار السبت في الوقت الذي تكون فيه الامطار قد انحسرت وهذا ما يحرمنا الثلوج على علو منخفض، لافتا النظر الى ان الثلوج ستكون على ارتفاع 1600 متر وما فوق، وقد يتكون الجليد نهار السبت في منطقة ضهر البيدر.
استنفار
تترافق أخبار المنخفضات الجوية في لبنان مع خوف الفيضانات وغرق الطرقات، ففي كل عام تعاني بعض الطرق اللبنانية من السيول، وتُوجه السهام نحو وزارة الأشغال. من هذا المنطلق تتابع وزارة الأشغال العامة والنقل تفاصيل المنخفض الجوي المقبل باهتمام، ولهذه الغاية سيعقد الوزير غازي زعيتر اجتماعا بعد ظهر اليوم لوضع اللمسات الأخيرة على كل التحضيرات. وفي هذا السياق يؤكد مدير عام الوزارة طانيوس بولس أن أعمال تنظيف المجاري التي انطلقت في شهر أيلول لم تتوقف، وبالتالي فإن مجاري الطرقات الدولية من بيروت للشمال الى الجنوب اضافة الى طريق ضهر البيدر حتى الحدود السورية، نظيفة وجاهزة لاستقبال الأمطار، مشيرا في حديث لـ"النشرة" الى ان المشكلة لا تكمن بعمل الوزارة أو بقدرة المجاري على الاستيعاب، بل بكمية النفايات الضخمة التي تحملها مياه الامطار الى مداخل المجاري. ويتابع بولس: "يوميا نزيل كميات مروّعة من الاكياس والعبوات الفارغة، كما نزيل النفايات بشكل يومي من مجرى نهر الغدير، وهنا يحين دور البلديات التي عليها واجب منع المواطنين من رمي القُمامة بطريقة عشوائية".
ويكشف بولس أن فرق طوارئ وزارة الأشغال ستكون منتشرة يوم الأربعاء في المناطق التي تشهد فيضانات سنويا مثل "منطقة محطة الرحاب، الشويفات، منطقة السلطان ابراهيم، والضبيّة ونهر الكلب، وغيرها".
تكثر التوقعات الجوية والتحليلات، فبعضها تحدث عن ظاهرتي النينو والنينا وتأثيرهما على لبنان رغم أنّه غير مثبت بالدلائل العلميّة وبعضها تطرق لانحباس الأمطار بسبب الصواريخ الروسيّة، ولكن بعيدا عن كل التوقعات يأمل اللبنانيون أن تكثر الأمطار والثلوج لما فيه فائدة للأرض والانسان معا.