ذكرت "الاخبار" انه في الوقت الذي ينافي فيه الخطاب الإعلامي لـ"الإخوان المسلمين" مساعيها للتصالح أو التسوية مع الدولة المصرية، تتكرر لقاءات الجماعة خارج مصر بقيادات استخبارية مصرية للبحث عن تسوية ترضي الطرفين، وهو ما قد تفاجئ به الجماعة الرأي العام المصري خلال الأيام المقبلة. أكثر من قيادي من "الإخوان" كشفوا لـ"الأخبار" تفاصيل اللقاءات والاتصالات التي تمت خلال الأيام الماضية معهم داخل مصر وخارجها. فوفقاً لقيادي إخواني في مكتب "الإخوان" المصريين في مدينة جدة السعودية، أن مسؤول مكتب "الإخوان" في الرياض هو من التقى وفداً من المخابرات العامة المصرية في الأيام القليلة الماضية للحديث عن تسوية سياسية.
وعلى الرغم من عدم نشر السعودية أي تفاصيل عن تلك اللقاءات، أوضح القيادي الإخواني أن اللقاء تم برعاية المخابرات السعودية، فيما تشكل الوفد الإخواني من ثلاثة أعضاء؛ على رأسهم مسؤول مكتب الرياض، والذي يأتمر بتوجيهات مكتب "الإخوان" في لندن وفي مقدمهم ابراهيم منير المحسوب على جبهة محمود عزت في مصر.
وحول التوقيت الدقيق للقاء القيادات الإخوانية بوفد المخابرات المصرية في السعودية، قال قيادي إخواني من المنوفية شمال مصر لـ"الأخبار"، إن اللقاء كان في عزاء الأمير تركي بن عبد العزيز، شقيق الملك السعودي سلمان الذي توفي في 12 من الشهر الحالي، كاشفاً عن أن الوفد المصري طالب الوفد الإخواني بإبلاغ القيادات التاريخية برغبة الجهاز الأمني المصري في الجلوس معاً والبحث عن صيغة ترضي كل الأطراف، وهو ما رحب به الوفد الإخواني، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الأخير ذهب إلى العزاء بتكليف من ابراهيم منير بعد تواصل مع المخابرات السعودية.
في هذا الوقت، قالت مصادر حكومية مصرية إن هناك نزاعاً بين أطراف أمنية داخل النظام حول التسوية مع "الإخوان". فعلى الرغم من الأوضاع السياسية الصعبة وإغلاق المناخ السياسي العام في مصر، ترى أطراف أمنية مقربة من السيسي أن "الإخوان" سوف ينصاعون في النهاية للسلطة ولا مجال لمحاولات التسوية معهم. في المقابل، ترى أطراف أمنية أخرى أن ملف "الإخوان" يجب إغلاقه بتسوية في ظل الوضع الداخلي، فضلاً عن ضغوط أوروبية وأميركية على السيسي لدمج "الإخوان" في الملف السياسي مرة أخرى، مشيرةً إلى أن إلغاء الإعدامات عن "الإخوان" ومحمد مرسي كان نتاج ضغط أميركي، وخصوصاً من وزير الخارجية جون كيري لإدخال "الإخوان" في الحياة السياسية، مثلما كان الوضع عليه أيام نظام حسني مبارك.