يعمل حسين في محل تجاري ويتعاطى مع الزبائن بشكل يومي مما يضعه في كل الأوقات بمواجهة المتداولين بالعملات المزوّرة، خصوصا "عملة الدولار الأميركي". ولكن لا يقتصر التزوير على العملات "الصعبة"، فالليرة اللبنانية دخلت في دائرة اهتمام "المزوّرين" ولكن بطريقة غير احترافية، وبالتالي يُفترض أن تكون عملية اكتشاف العملات المزوّرة من قبل المواطن العادي، أمرًا يسيرًا.
حمل حسين بيده عملة "الخمسين ألف ليرة" المزوّرة بعد أسبوع واحد على انطلاقه في عمله، دون أن يلتفت لضرورة معاينتها ولو بصريًّا، فوقع ضحية "التزوير"، يقول لـ"النشرة"، مشيرا الى انه تعلّم من تلك الحادثة أن يعاين العملات التي يستلمها، لافتا النظر الى أنه اكتشف الكثير من العملات المزورة وأعادها الى أصحابها الذين هم بقسم منهم لا يعلمون أنها كذلك. ويضيف: "استعمال عملات الدولار المزوّرة ينتشر بشكل أكبر من العملة اللبنانية".
لا يُعدّ اكتشاف العملة المزورة من الامور المستحيلة، ولا حتى الصعبة، اذ يكفي ان يطّلع المواطن على عدد من الخطوات البسيطة التي تمكّنه من فحص الورقة النقدية وتبيان مدى ملاءمتها للأصول. في هذا السياق تشرح مصادر في مصرف لبنان كيفية اكتشاف عملة المئة ألف ليرة لبنانية المزوّرة، مشيرة الى وجود ثلاث طرق بسيطة كفيلة بأن يتعرف المواطن العادي على عملية التزوير دون حاجته لأي معدات خاصة. وتقول المصادر: "من الضروري التنبه "للخيط الازرق" (رقم 5 في الصورة أدناه) في منتصف الورقة لأنه ذات مؤثرات بصريّة خاصة وألوان متغيّرة، وداخله حرفا "ل ل" يتحركان عندما تطوى الورقة باتجاهات مختلفة". وتضيف: "الطريقة الثانية هي بالنظر الى "شكل النجمة"(رقم 7) الموجودة في أعلى يمين الورقة والتي تبدو بلون أخضر موحّد عند النظر الى الورقة بشكل مباشر، وبلون متغيّر ما بين الأخضر والأصفر بالاضافة الى ظهور الأرزة اللبنانية اذا ما طوينا الورقة". أما الطريقة الثالثة السهلة والمتاحة للمواطن في الشارع مثلا فهي "لمس" عبارة "مصرف لبنان" (رقم 1) المكتوبة في اعلى الورقة، وعبارة "مئة الف ليرة" الموجودة في أسفلها، بحيث يكون ملمس العبارتين خشنا ونافرا، مع العلم أن توقيعي حاكم مصرف لبنان ونائبه (1) أيضا يجب أن يكونا نافرين".
بالإضافة الى هذه الطرق الثلاث، يمكن التعرف على ورقة المئة ألف المزورة وغيرها من الفئات النقدية من خلال الطريقة التقليدية التي يستعملها اغلب الناس وهي النظر الى الورقة في مواجهة الضوء، وهنا تكون "العلامة المائية" (رقم 4) هي المعيار، إذ تتضمن الورقة في جزئها الأبيض علامة مائية كناية عن أرزة الجمهورية اللبنانية تظهر عند النظر الى الورقة في مواجهة الضوء بالاضافة الى علامة مائية صغيرة بيضاء كناية عن قيمة الفئة.
يجهد الخبراء في مصرف لبنان بتوعية المواطنين على كيفية كشف الاوراق المالية المزورة، ويقومون لهذه الغاية بدورات تدريبية بسيطة لموظفي المحال التجارية المتوسطة والكبيرة الحجم، كذلك يعملون على "تحديث" الماكينات التي تكشف التزوير في المؤسسات التي تُعنى بالشأن المالي. وفي هذا السياق تؤكد مصادر المصرف لـ"النشرة" أن مزوري الاوراق المالية الموجودة في السوق اللبناني وخاصة العملة اللبنانية لا يملكون معدّات متطورة للتزوير وبالتالي لا "حِرَفِيّة" في عملهم ويجب كشفهم بسهولة إذ انهم يستعملون مطابع عادية جدا.
لا يمر اسبوع دون ان تصدر مديرية قوى الامن الداخلي بيانا تُعلن فيه القبض على عصابة تزوير للعملات، ولكن لا يقتصر واجب مكافحة "التزوير" على القوى الامنية المختصة فقط، فالمواطن يملك القدرة على حماية نفسه من السقوط في فخّ "المزورين"، ومن ثم عليه واجب التبليغ عن أي محاولة تزوير يتعرض لها.