رأى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم انه "بوسع اي لبناني ان يفرح ويقول ان اعتماد منطق التفاوض والتسويات بين ممثلي القوى اللبنانية افضى الى انهاء الفراغ والشغور الرئاسي، وشحذ المؤسسات الحكومية والبرلمانية للعمل بطاقاتها القصوى لضمان سلم لبنان وشعبه، وعودته ليشغل مكانه بين دول العالم على خارطة المجتمع الدولي بعد سنوات كاد فيها ان يغيب البلد من الذهن السياسي العام". وأضاف ان "للبنانيين آخرين ان يبدوا سأمهم من كون وطنهم بلد التسويات المتجددة والمتكررة، وانه سيبقى على الدوام عرضة للاهتزازات بكل اشكالها السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية على ما حصل في السنوات الخمس الاخيرة، بدءا من موجات الارهاب التي صارت تتلاطم مع انفجار الوضع في سوريا وصولا الى شبكات الانغماسيين، وما بينهما من عجز عن سيرورة العملية الديموقراطية تلقائيا تؤكد مناعة النظام السياسي وآليته الدستورية".
واكد في افتتاحية العدد التاسع والثلاثون من مجلة "الامن العام" عن "العقلانية ضمان لبنان" ان "العقلانية هي التي جعلت وتجعل كل شيء ممكنا لحماية لبنان، بينما كان الاقليم يحترق من اقصاه الى اقصاه امام اعين المجتمع الدولي بكل تلويناته واجنداته السياسية المتنوعة المتعددة. ذلك ان العقلانية هذه هي من جعلت من الانقسامات كلها امكانا سياسيا قوامه التسويات والتفاوض، فأفضيا الى استثمار اللحظة السياسية الوطنية لانتخاب الرئيس والبحث عن حلول لما هو معلق وعالق". واوضح ان "ليس من العلامات المطمئنة ان لا معارضة صافية تواجه موالاة صافية، ما يدل على انه لا يوجد برامج سياسية ـ اجتماعية ـ اقتصادية تحاكي تطلعات اللبنانيين وعلى اساسها ينتج الفرح او التشاؤم. هذه العلامات المقلقة لا تقول الا شيئا واحدا هو التوق الى السلطة لنيل مكاسبها وتوزيعها على لبنانيين هم محازبون وليسوا مواطنين. لبنان خبر كثيرا مثل هذه المحن، واصبح من الملح تشريح كل شيء للنقاش العام بهدف العبور الى ديموقراطية حقيقية، ودولة حديثة من دون مأسسة للاحقاد او الكراهية، لأن ذلك هو اقصر الطرق الى ضرب الدولة وسلمها".
في العدد ايضاً الاحتفال الرسمي بالذكرى 73 للاستقلال في وسط بيروت، والاحتفال الذي احياه الامن العام في المناسبة كانت فيه كلمة للواء ابراهيم توجه بها الى العسكريين فاعتبر ان "انتخاب فخامة الرئيس ميشال عون يعيد التوازن الى نظامنا البرلماني الديموقراطي، ويخفف من الاستنزاف الذي طال لعامين وستة اشهر، من دون ان يعني ذلك او يبرر تراجع اليقظة والاستنفار في صفوفنا، لان ما ناطه بنا القانون من وظيفة ودور، وما ينتظره المواطنون منكم، هو الوفاء لقسمنا الوطني الجامع، ولما ارتضيناه جميعا بانخراطنا في المديرية العامة للامن العام كمسؤولية كبيرة تبدأ بالتضحيات ولا تنتهي معها، كي يبقى لبنان منيعا، عصيا على اي استهداف ايا يكن".
كما يتناول العدد تحقيقات عن التحديات التي تنتظر العهد الجديد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً مع النائب ابراهيم كنعان والوزير السابق الدكتور الياس سابا والدكتور احمد الجمال والعميد المتقاعد الياس فرحات، وآخر عن الاوراق البيض في الانتخابات ومغزاها مع الخبير الدستوري المحامي اميل بجاني والباحث محمد شمس الدين، الى جردتين في السياسة عن حكومة الرئيس تمام سلام وانجازاتها خلال مدة وجودها في الحكم، واخرى اقتصادية في واقع البلاد ومؤشراته والتداعيات المالية والنقدية والمعيشية.
يتضمن العدد الجديد تحقيقات عن زيارة اللجنة النيابية لحقوق الانسان مركز التوقيف الاحتياطي في الامن العام، وافتتاح المبنى الجديد لدائرة جبل لبنان الاولى، واجراءات تسهيل مهمات المحامين، اضافة الى تقريرين في احداث السنة دولياً (الانتخابات الرئاسية الاميركية ومحن الشرق الاوسط)، ومقابلات مع المدير العام للآثار سركيس الخوري عن الثروة التراثية وسبل المحافظة عليها، ومع الممثلين ميشال تابت وغبريال يمين، وتحقيقين عن الزجل وظاهرة الانتحار.