اشار رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت الى انه "من المؤكد ان ملء الفراغ الدستوري، وانتخاب الرئيس ميشال عون وتكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، من شأنه أن يتكلل بتفعيل المؤسسات الدستورية كافة لكي تعود وتعمل كما يجب، عندها بإمكاننا الإستفادة أكثر من هذا الإنجاز".
وعن إنجازات شركة "ميدل ايست" التي تحققت خلال العام الحالي 2016 والتطلعات لآفاق المستقبل خاصة خلال 2017، قال الحوت في تصريح له، "ان أهم إنجاز حققته الميدل ايست هي الإستمرارية رغم كل الظروف الصعبة التي عاشها البلد، فنحن استمرينا واستطعنا تحقيق أرباح، والأمل بالمستقبل سيبقى دائما محط أنظارنا، وسنستمر في تحديث وتطوير أسطولنا الجوي لا سيما بعدما أنجزنا بناء مركز التدريب، وأيضا مركز الشحن الجوي بالمطار، رغم كل الظروف التي مررنا بها. ونحن دائما لدينا ثقة بمستقبل بلدنا، ونعمل لكي تعود بيروت قريبا نقطة جذب واستقطاب للتعليم والتدريب في حقل الطيران".
اضاف قائلا "حققنا أرباحا خلال العام الحالي، مع العلم ان هذا العام لم ينته بعد. ولا أخفي أننا حققنا زيادة في عدد الركاب بنسبة 10 بالمئة. إلا انه مع هذه الزيادة في عدد الركاب كان لدينا انخفاض في الإيرادات حتى الآن بلغ 70 مليون دولار، وذلك ناتج من انخفاض في أعداد ركاب درجة رجال الأعمال، مقارنة مع العام الماضي 2015، وهذا رقم كبير. ونؤكد اننا سنستمر في تحقيق الأرباح لأنه لدينا بعض الإنخفاض في التكاليف، كما لدينا احتياطات اتخذناها لمواجهة ذلك، ولدينا مصادر مستمرة للدخل. إذا، الأمر السلبي الذي واجهنا في العام 2016 هو الإنخفاض بحوالي 25 ألف راكب في عدد ركاب درجة رجال الأعمال. وهذا يؤثر بالطبع على مجمل الوضع الإقتصادي الذي عاشه لبنان خلال العام 2016، والذي انتهى بانتخاب رئيس للجمهورية، لأنه لو استمر الوضع في الفراغ الدستوري لكان الوضع في لبنان أصعب وأصعب".
وحول نية الشركة زيادة عدد أسطولها الجوي الحالي، اوضح "ان ذلك يتوقف على الوضع في البلد، فإذا كان لبنان بخير فـ"الميدل ايست" ستبقى بخير، وإذا ما عاد لبنان يستقبل الأشقاء العرب والخليجيين من خلال رفع حظر السفر عن لبنان من قبل بعض الدول المعنية بهذا الشأن، فعندها يمكن التأكيد اننا سنحتاج ربما الى 25 طائرة أو أكثر. وإذا لم يحصل ذلك، فنحن نعمل حاليا بالأسطول الجوي الذي لدينا، وهناك طائرتان معروضتان للبيع، ونحن نتحدث الآن عن 18 طائرة منها مملوك ومنها ما هو مستأجر، عدا عن الطائرتين المعروضتين للبيع".
وتحدث الحوت عن "قرار بتشغيل خطوط جوية جديدة الى الخرطوم ولكن مع أزمة العملة هناك وعدم إمكانية تحويل المال من الخرطوم، فهذا القرار معلق الى حين إيجاد حل لذلك. وهذا العام عصفت أزمة العملات في عدد من الدول، وفي طليعتها نيجيريا التي تكبدنا فيها خسائر كبيرة نتيجة انخفاض سعر صرف العملة النيجيرية، وعدم إمكانية تحويل هذه الأموال الى الدولار، ومن ثم تحويلها الى لبنان من نيجيريا، لذلك نحن نتريث الآن في هذا الأمر كي تنتهي أزمة تحويل العملات في تلك البلدان". وتابع "الكل يجمع على ان دور الحاكم رياض سلامه له الفضل الكبير على "الميدل ايست"، ولكن أنا أرى دوره وفضله أكبر بكثير على كل مواطن لبناني يحمل في جيبه الليرة اللبنانية، الذي استطاع الحاكم رياض سلامه المحافظة على قيمتها رغم كل الظروف الصعبة التي عاشتها المنطقة. وهنا يكمن دور رياض سلامه وما فعله وقام به هذا الرجل، مع العلم اننا استمرينا في عجز موازنة والدين العام فاق الدخل القومي، وهذا الساحر رياض سلامه يحافظ على استقرار سعر صرف الليرة عبر هندسات مالية واقتصادية متطورة، وليس لها سابق مثيل في الأسواق المالية. ولو أخذنا تركيا على سبيل المثال لا الحصر، فهي دولة وحكومة ورئيس وصناعة وسياحة تعرضت لبعض المشاكل، إلا انها منذ خمس سنوات وحتى الآن انخفضت العملة فيها من 1,35 بالمئة على الدولار الى 3,5 بالمئة، أي ان العملة فقدت ما بين 60 و70 بالمئة من قيمتها التركية وهذه كما قلت دولة عظمى ولديها كل المكونات الإقتصادية. أيضا في مصر التي نتمنى لها أن تخرج من أزمتها المالية التي تمر بها، فالجنيه المصري انخفض من 7,8 على الدولار، واليوم هو 17,5 اي انه قد خسر خلال عام واحد أكثر من 70 بالمئة، وقد استدانوا أكثر من 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي واعتمدوا سياسات تقشفية، أما نحن في لبنان فليس لدينا سياسة إقتصادية في البلد، ولم يتم بعد تشكيل الحكومة الجديدة، فهذا العبء على عاتق هذا الرجل. الفضل يعود له بالمحافظة على قيمة الليرة اللبنانية وبالإستقرار النقدي والمالي في البلد".
اضاف "نحن اليوم نفاوض على شراء أو استئجار أربع طائرات ذات الجسم العريض والتي ستكون إما "ايرباص" وإما "بوينغ" وقد وصلنا الى المراحل النهائية. وفي كانون الثاني من العام الجديد 2017 سنقرر الأمر، على أن نتسلم طائرتين خلال 2019 وطائرتين أخريين خلال 2020 كي يبقى أسطول الشركة مواكبا للحداثة والتطور. وهناك مفاوضات أيضا حول شراء جهاز طيران تشبيهي ثان لمركز التدريب في الشركة من طراز 330 أو 787 بحسب ما يتناسب مع أسطولنا الجوي، على أن يتم تسلمه قبل نهاية العام 2017. وهناك مخطط توجيهي جديد للشركة بالنسبة للهنغارات ومبنى التموين، لذلك أقول اننا مستمرون في العمل والتطوير، وأنا كمحمد الحوت لم أقم بمعجزات، إنما ذلك يأتي في إطار واجبنا الوطني والمهني، وان مسيرتي في الشركة التي استمرت حتى الآن 18 سنة لا أرى اننا عملنا خلالها خارج المألوف، إنما على العكس كنا مؤمنين بما نقوم به، وواثقين ان تنفيذ القرارات الصائبة، بغض النظر عما تتعرض له من ضغوطات وانتقادات، يؤدي الى نتائج صحيحة، وهذا الذي حصل معنا. ونتمنى ان تحذو كل المؤسسات في لبنان حذو "الميدل ايست"، وهذا ليس بالأمر الصعب. ولا بد هنا من التأكيد على دور مجلس إدارة الشركة مجتمعا وكل العاملين في الشركة لما توصلنا إليه من إنجازات في الشركة حتى الآن".
ولفت الى انه "في الوقت الحاضر لدينا نسبة كبيرة من العناصر الشابة، ولدينا بعض النقص في أصحاب الخبرات مع بلوغ بعض الكفاءات سن التقاعد، وهذا يتطلب منا الإستعانة والمجيء ببديل عنها من أصحاب الخبرات، لذلك استعنا ببعض الموظفين من خارج الشركة لمواكبة التطورات المستجدة لا سيما في مجال التسويق عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة".
وعن مطار بيروت الدولي، لفت الى انه مرفق عام وحيوي وأساسي في لبنان، ولم يعد هذا المرفق فقط للبنان بل هو يخدم لبنان وسوريا أيضا كي لا ننكر ذلك. وهذا المطار، بكل صراحة أقول انه لولا "الميدل ايست" لكان توقف عن العمل، فالمستحقات المالية نتيجة تشغيل وصيانة المطار المتوجبة لـ"الميدل ايست" على الدولة اللبنانية باتت تفوق 70 مليون دولار، والدولة لا تدفع للشركة هذه المستحقات. ومع كل ذلك، نحن مستمرون لأننا نعتبر انه إذا توقف هذا المرفق عن العمل أصيب لبنان كله بالشلل، وأصيبت "الميدل ايست" أيضا بخسائر أكبر بكثير من الكلفة الشهرية التي ندفعها للصيانة، ولكن هذا لا يمنع انه على الدولة اللبنانية أن تعي مسؤولياتها وتدفع ما يتوجب عليها لـ"الميدل ايست" لأنه لا يجوز أن تستمر الأمور على هذه الحال". أضاف: "المطار لا يمكنه أن يستمر بوضعه الحالي، فهو خدم كثيرا ويحتاج الى مصاريف، فهذا المرفق يؤمن مدخول ما يوازي 200 مليون دولار في السنة، وهو يستحق بعد 20 عاما على تشغيله أن يصرف عليه ما يوازي 70 مليون دولار لتحديث بعض الأجهزة المتهالكة والقديمة، وهذه من مسؤولية الدولة ايضا. مع الإشارة الى ان الأمر الإيجابي يكمن في أن مجلس الوزراء أخذ قرارا بتحديث بعض الأجهزة لحاجات أمنية، ولكن هناك حاجة ملحة جدا جدا وهي تفعيل دور الكوادر البشرية ونأمل أن يتم ذلك بسرعة".
وتابع الحوت: "أما الخطوة الأهم فهي ان هذا المطار هو بحاجة الى توسعة ولا يمكنه الإستمرار بسعته الحالية. وفي ظل كل هذه الصعوبات، بإمكاني القول ان موظفي الطيران المدني ورئاسة المطار يقومون بجهد جبار على صعيد شخصي، وبدون إمكانات حقيقية، وذلك من خلال عمل برج المراقبة ومصلحة السلامة ورئاسة المطار وجهاز المطار وجهدهم مشكور جدا. وإنما إنشاء الهيئة العامة للطيران المدني بات حاجة ملحة جدا ولا مهرب منه، ونأمل أن يتم ذلك وتبصر هذه الهيئة النور مع الحكومة الجديدة عمليا، وإلا فنحن سنواجه مشكلة حقيقية في المطار، وعلى الدولة اللبنانية أن تتنبه لهذا الأمر".
واعتبر انه "من حق "ايركندا" أن تسير رحلات لها الى لبنان، ولا أعتقد ان الأمر يحتاج الى مفاوضات إنما يحتاج الى بعض الإجراءات العادية لتسيير مثل هذه الرحلات، وعلى ما أذكر ان العائق في هذا الشأن كان أمنيا منذ أكثر من عشر سنوات، ونتمنى أن يكون هذا العائق الأمني قد أزيل من وجه "ايركندا" ونحن نرحب بهم في بيروت. وإذا أتيح لـ"ايركندا ان تأتي الى بيروت فهذا يعني انه يجب أن يزال هذا العائق أيضا أمام شركة "الميدل ايست" لتسيير رحلات لها الى كندا، وعندها ندرس الأمر بعد التأكد من عدم وجود هذا العائق، ونتخذ القرار المناسب بشأن ذلك".
وعن مشاركة "الميدل ايست" في الدورة الـ 49 للإتحاد العربي للنقل الجوي في الدار البيضاء بالمغرب"، قال: "ان طيران الشرق الأوسط عضو في الهيئة العامة للإتحاد العربي للنقل الجوي، وأنا عضو في اللجنة التنفيذية للإتحاد، مع الإشارة الى ان الراحل سليم سلام هو من مؤسسي هذا الإتحاد وأول امين عام له. والتعاون بيننا وبين شركات الطيران العربية قائم على كل المستويات، ونأمل أن يعود للبنان دوره من خلال مسيرة الأمن والإستقرار فيه كي يتشجع كل الأصدقاء والأشقاء لزيارة لبنان، على أمل أن تستضيف بيروت الجمعية العامة للإتحاد قريبا".
وختم الحوت حديثه متوجها الى كل العاملين في شركة طيران الشرق الأوسط بالمعايدة قائلا: "كل عام وأنتم بخير، ونأمل أن يحمل العام الجديد معه كل بشائر النمو والإزدهار لكم ولعائلاتكم وللشركة. وأريد القول هنا إنه في العام 2001 عندما قمنا بالخطة الإصلاحية في الشركة، كثيرون لم يؤمنوا حينها بما قمنا به آنذاك، وفي حينه كانت خسائر الشركة تفوق 800 مليون دولار، ولم يكن أحد يصدق ان بإمكان الشركة النهوض من جديد. ووقتها وجهنا لهم كلمة قلنا فيها إنه يجب بناء شركة تكون موضع فخر جميع العاملين فيها واللبنانيين جميعا، واليوم نقول للجميع أيضا اننا سنعمل على تطوير الشركة لتكون موضع فخر للبنان ولكل اللبنانيين ولجميع العاملين في الميدل ايست".
وكان الحوت قد عاد الى بيروت بعدما شارك في الدورة الـ49 للجمعية العمومية للإتحاد العربي للنقل الجوي التي انعقدت في الدار البيضاء بالمغرب، برعاية الملك محمد السادس وفي حضور رؤساء مجالس إدارات شركات الطيران العربية الأعضاء في الإتحاد وأمين عام الإتحاد عبدالوهاب تفاحة وأكثر من 250 شخصية من قادة صناعة الطيران المدني في العالم العربي والدولي. وترأس الحوت وفدا من "الميدل ايست" ضم عضو مجلس ادارة الشركة مروان صالحة ومسؤولين في الشركة.