اشار الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ورئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان غسان غصن إلى اننا "من موقعنا في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نتشارك مع رؤية المدير العام حول توصيفه "بانعدام الرؤية" في المشهد العالمي اليوم خصوصا وأن الزلزال الذي أصاب المراكز المالية الرأسمالية العام 2008 لا تزال تردداته قائمة على نطاق العالم أجمع بالرغم من المقاومة التي أبدتها دول آسيا والباسيفيك لحماية أسواقها المالية واقتصادها كما تظهره ارتفاع معدلات النمو في هذه المنطقة"، معتبراً أن "الانهيار السريع وتراجع أسعار البترول في هذا الوقت أصبح يهدد نمو البلدان المصدرة للنفط بل بات تأثيره يصيب الإقليم برمته مع انخفاض أعداد العمال المهاجرين من آسيا إلى منطقة الخليج العربي ما يتطلب من منظمة العمل الدولية إيلاء الاهتمام الكافي لمساعدة أطراف الإنتاج الثلاث في البلدان المستقبلة وتلك المرسلة للعمالة من أجل الحوار لإيجاد آلية تحافظ على حقوق العمال المهاجرين وتمكينهم من الدخول إلى أسواق العمل الوطنية لدى عودتهم إلى بلدانهم كما مساعدة الدول المصدرة للنفط من الاستفادة من خبرات منظمة العمل وتجاربها خصوصا في اعتماد معايير منظمة العمل الدولية ولا سيما الحوار الاجتماعي سبيلا لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي".
وفي كلمة له في الاجتماع الإقليمي السادس عشر لآسيا والمحيط الهادئ رأى غصن أن"تقرير المدير العام يشكل وثيقة أساسية للنقاش ومرتكزا علميا وتحليليا يمكن الاستناد إليه في إطار اتخاذ القرارات والتوصيات والتوجهات التي ستسفر عنها أعمال هذا الاجتماع الهام. ويكمن غنى هذا التقرير في شموله المحاور الأساسية كافة منطلقا من أهداف التنمية المستدامة 2030 وعلاقتها بالعمل اللائق وتحليله للعوامل المؤثرة في عالم العمل مرورا بأهم الإشكاليات التي تعترض تحقيق العمل اللائق وتفعيل الحوار الاجتماعي حيث أفاض التقرير في مقاربة علمية في الجزء الأول، فضلا عن توجهات تلمس الحلول في الجزء الثاني منه والاقتراحات التي تضمنها على مستوى الأولويات الوطنية ودعمها من قبل منظمة العمل الدولية من تحسين إدارة سوق العمل إلى القضاء على عمل الأطفال والعمل غير المنظم والارتقاء بسلاسل التوريد وتعزيز الحماية الاجتماعية فضلا عن قضايا الشباب والمرأة والبطالة والفقر وتوسيع نطاقها إلى غير ذلك من القضايا الهامة والشائكة"، واشار غصن أن "التقرير أغفل دور الاحتلال والتدخلات الأجنبية في المنطقة ودورها الكبير في إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية وفي مقدمها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وبعض الأراضي العربية في الجولان السوري ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا في لبنان الذي ما فتئ يمارس أبشع أنواع الهيمنة والقمع بحق الشعب الفلسطيني وفداحة ممارساته المتمثلة بقتل العمال وإهانتهم وإذلالهم على المعابر فضلا عن غطرسته وسرقة سماسرته جزءا من أجورهم واستغلال النساء والأطفال في العمل الجبري".
وأكد غصن على ما جاء في تقرير المدير العام من "أن العمل اللائق لا يمثل هدفا بذاته فحسب في إطار التنمية الشاملة بل إنه المحرك الأساسي للتنمية وأهدافها الأساسية للقضاء على الفقر والجوع وسواها من الأهداف التي أطلقها إعلان العدالة الاجتماعية من أجل عولمة عادلة".