انتصار حلب يعيد رسم خريطة المعركة القائمة منذ أكثر من خمس سنوات في سورية. انتصار حطّم أحكام المعادلة ا لاستراتيجية التي أرادت تقسيم هذا البلد وتحويله كانتونات ومناطق طائفية وعرقية، أو مناطق نفوذ لبعض الدول الإقليمية والدولية.
اليوم تثبت مجريات الميدان أنّ النفوذ سيعود إلى الدولة السورية الموحدة، وأنّ السيطرة العسكرية ستعود للجيش العربي السوري، وأنّ مؤسسات الدولة ستعود إلى كلّ بقعة فقدت الخدمات بسبب إرهاب المسلحين واحتكارهم للقمة عيش الناس ووسائل الحياة الطبيعية. رسالة حلب تقول إنّ الدولة لا تبالي بمشاريع استعمارية جديدة على حساب وحدة الشعب السوري، ولا ترى أنّ الإرهابيين يشكلون أفقاً لأحد من السوريين.
السوريون يريدون الدولة العادلة، ولا يستسيغون أيّ تقسيمات جغرافية أو دينية أو عرقية.
جموع المدنيين التي كانت تخرج من أحياء حلب الشرقية عكست حالة انشداد السوريين إلى حضن الدولة وقناعتهم بأنّ البدائل التي طُرحت أمامهم ليست إلا كوارث على وجودهم وحريتهم وكرامتهم.
قد تكون معركة حلب هي الأبرز من الناحية الاستراتيجية والمعنوية من كلّ المعارك السابقة، ولكن ما يهمّنا هو إصرار محور المقاومة على كسر إرادة الإرهابيين وداعميهم من أن لا أفق أمام حربهم المجنونة، وأنّ كلّ إرهابي مصيره القتل إنْ لم يسارع إلى مغادرة هذا الأتون، وكلّ دولة داعمة للإرهاب مصيرها سيؤول إلى انفجارات يمينية متطرفة كما بدأنا نلمح ذلك في أميركا وفرنسا مؤخراً.
لذلك على بلدان الاستعمار وداعمي الإرهاب أن يحذروا بوائق النقمة الآتية من الشام…