أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ مفتي الجمهورية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون يمثل الإسلام المعتدل في مواجهة الإسلام السياسي المتأسلم الذي تمثله المجموعات الإرهابية، مستهجناً الحديث عن ثورة في سوريا، مشيراً إلى أنّ الدولة السورية تدافع عن نفسها.
وفي حديث إلى تلفزيون "الجديد" ضمن برنامج "العين بالعين" أداره الإعلامي طوني خليفة، شدّد على أنّ سوريا دولة معترف به من قبل الأمم المتحدة، وبالتالي فإنّ استقبال رئيس الجمهورية ميشال عون لمفتي سوريا في قصر بعبدا أمر طبيعي وبديهي، وليس عليه علامة استفهام، موضحًا أنّ سوريا دولة لها علم ونشيد وحدود، كما أنّ حسون هو مفتي الجمهورية السورية وليس مفتي النظام كما يروّج البعض.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ مفتي الجمهورية السورية أتى إلى لبنان لتهنئة بانتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، مذكّراً بزيارة الأخير إلى سوريا في وقتٍ سابقٍ.
هناك دولة في سوريا
وأشار أبو فاضل إلى أنّه لا يدافع عن سوريا كنظام بل كدولة، متسائلاً عمّا إذا كان الشيشاني والباكستاني والأفغاني والكازاخستاني وغيرهم من المقاتلين من مختلف الجنسيات حريصين على سوريا أكثر من النظام السوري، رافضًا مقارنة هؤلاء بالإيراني والروسي ومقاتلي حزب الله وغيرهم، لافتاً إلى أنّ الجيش السوري والحشد الشعبي وحزب الله يحررون حلب من داعش، تمامًا كما يحرّر الجيش العراقي الموصل من داعش بمؤازرة الحشد الشعبي.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ المفتي حسون ابنه مدفون في حلب بعدما قتله المسلحون والإرهابيون، وأشار إلى أنّه أتى إلى لبنان وزار كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي، رافضاً التعامل بالمثل مع المعارضة السورية، موضحاً أنّ الرئيس عون ما كان ليستقبل قيادياً من المعارضة السورية لو طلب موعداً لتهنئته، لأنّ لا صفة تمثيلية للأخير، بعكس حسون.
بتصرف حسون بكل فخر
وأكد أبو فاضل أنّه ليس موظفاً لدى النظام السوري كما يحاول البعض الإيحاء، ولكنه يدافع عنه لإيمانه بالمبادئ، منتقداً الدول العربية التي تتسول الديمقراطية في سوريا، في حين أنّها لا تعرف الديمقراطية في أنظمتها.
وجدّد أبو فاضل القول أنّه في تصرّف المفتي أحمد بدر الدين حسون قانونيًا وبكلّ فخر، مشيراً إلى أنّ هذا الرجل وقف معنا في مار مارون كما وقفت المقاومة معنا، وإذ أقرّ بوجود أخطاء في بعض الأماكن، قال رداً على سؤال "نعم البراميل على داعش ونعم البراميل على النصرة".
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّه في الحرب كان يقاتل السوريين ويدافع عن نفسه، ولكنّه أصبح معهم بعد خروج الجيش السوري من لبنان.
روسيا ليست الأم تيريزا
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ المفتي حسون لديه معرفة وصداقة بالبطريرك الراعي، والأخير حين يذهب إلى سوريا يكون المفتي من أول مستقبليه، وأشار إلى أنّه من المفتين المنفتحين والمعتدلين وليس كيوسف القرضاوي أو الاتحاد العالمي للاخوان المسلمين، أو مفتي الناتو، مستهجناً كيف أفتى القرضاوي بمنع القتال في إسرائيل.
وأكد أبو فاضل أنّ روسيا دولة عظمى، وهي تقوم بما يخدم مصالحها، مشدّداً على أنّها ليست الأم تيريزا، ولفت رداً على سؤال آخر إلى أنّ العماد ميشال عون مدعوم سورياً، ووصل إلى رئاسة الجمهورية في لبنان.
من خدم سوريا في لبنان؟
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رفيق الحريري هو أكثر من خدم سوريا في لبنان، مشيراً إلى أنّ الحريري ورئيس الجمهورية السابق الراحل الياس الهراوي هما من وضعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في السجن.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس ميشال عون انتُخب رئيساً بتوافق دولي شاركت فيه أميركا وروسيا والسعودية وإيران وجميع اللاعبين، نافياً أن تكون اللعبة لبنانية بحت كما يحاول البعض الترويج والإيحاء.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ السفارة السورية في واشنطن وموسكو وباريس مفتوحة، كما أنّ السفارة القطرية في قلب سوريا تعمل.
الإسلام المعتدل والمنفتح
وأشار أبو فاضل إلى أنّه عندما يقف بتصرف شخص مثل سماحة مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، فذلك لأنّ لديه قناعة بهذا الرجل الذي يمثل الإسلام المعتدل والمنفتح على كل الطوائف، وقال: "لم أر منه شائبة أومصيبة بل هو الذي اصابته المصيبة".
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الأمر كان سيكون مغايراً لو كان مفتي سوريا ضد النظام انطلاقاً من المبادئ والثوابت نفسها