أكد محافظ حلب حسين دياب أن الحياة ستزدهر مجدداً كما كانت في سابق عهدها في المدينة القديمة في حلب كأهم معلم تجاري وأثري فريد من نوعه على مستوى العالم وفي الجامع الأموي التاريخي كأهم معلم ديني وحضاري بعد ترميمهما وتخليصهما من آثار الإرهاب الذي عمل خراباً فيهما.
وشدد دياب إثر جولة قادته إلى حلب القديمة والجامع الأموي الكبير لتفقد أعمال اللجان الفنية الموكل إليها توصيف الواقع الراهن والأضرار التي لحقت بهما في حديث لـ"الوطن" السورية، على أن المحافظة جادة وحريصة على إعادة إعمار كل حجر دمرته يد الإرهاب خلال سنوات الحرب التي عصفت بالمدينة ولن تدخر أي جهد في سبيل هذه المهمة الجليلة وبأقصى سرعة ممكنة لإعادة الألق والبهاء إليها كدرة لتاج أهم مدن الشرق بعد أن ضحى الجيش السوري كثيراً لاستعادتها من براثن الإرهاب أخيراً.
وأوضح دياب أن الجماعات الإرهابية تعمدت هدم أجزاء واسعة من الجامع الأموي وفخخت وفجرت مئذنته التي تعد من أهم المآذن بطرازها المعماري الفريد عدا عن تفكيك وسرقة منبره الأبنوسي الذي لا مثيل له عالمياُ سوى منبر المسجد الأقصى توءمه، كما نهبت المقتنيات الدينية والأثرية من الجامع ومن مكتبته الوقفية وباعتها للتجار الأتراك، ودعا إلى التفاني والدقة في العمل للحفاظ على حجارة المئذنة وجميع أقسام ومكونات الجامع لاستخدامها في عمليات الترميم، وطالب اللجان الفنية تقديم تقرير شامل عن الواقع الحالي للمسجد واقتراح خطة عمل لمباشرة التنفيذ فوراً وفق برنامج زمني محدد يرمم الأقسام المهدمة بالحجارة ذاتها قدر الإمكان.
ولفت المحافظ، الذي جال في محيط قلعة حلب الأثرية وفي أنحاء المدينة القديمة، إلى أن الأسواق التاريخية المتخصصة بمعروضات مختلفة جرى حرقها عمداً على الرغم من أنها تعود إلى أكثر من ألف عام مضى وتعد المسقوفة منها الأطول من نوعها في العالم وتصل إلى 14 كيلو متراً، كما تضم المدينة القديمة الحمامات التاريخية والقيساريات والبيمارستانات والخانات الأثرية والقنصليات الأوروبية القديمة، وهي لعبت دوراً في نهضة حلب ورقيها كحاضرة تجارية في الوقت الذي تبوأت فيه قلعة حلب الترتيب الأول كأضخم قلعة في العالم وفق موسوعة غينيس.
وشدد على جميع الجهات الخدمية واللجان الفنية الإسراع في إصلاح المرافق الخدمية وترحيل الأنقاض لفتح الشوارع.