أنهت نقابات النقل البري في لبنان اعتصاماتها من أمام مراكز المعاينة الميكانيكية التي ستعود للعمل من صباح يوم غد، لتغلق صفحة اعتصامات واقفال للطرقات استمرت لأكثر من شهرين. وابتداءً من يوم غد، سيعود العمل في هذه المراكز والتي سيبقى المشغّل لها شركة "فال" التي انتهى عقدها دون اعطاء الإذن للشركة التي ربحت بالمناقصة البدء بعملها.
فك الاعتصام هذا أتى بعد لقاء عقده رئيس اتحادات النقل البري بسام طليس مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ليتوصلا لصيغة محددة تنتهي فيها الاعتصامات ويعود العمل إلى طبيعته. وقام إتحاد النقل اليوم بازالة الشاحنات من أمام مركز المعاينة الميكانيكية في الحدث.
ووفق مصادر "النشرة"، فإن "المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قد دخل على خط المفاوضات لانهاء الاعتصامات منذ ما يقارب الأسبوعين، ما أوصل الى اجتماع اليوم بين الاتحادات وعون"، وأوضحت المصادر أن "هذا الاجتماع كان هدفه تذليل العقبات"، علماً ان قرار الاتحادات بفك الاعتصامات كان متخذاً منذ أول اجتماعاتها مع اللواء ابراهيم.
وحذّرت هذه المصادر من أن "الشركة المشغّلة حالياً أي شركة "فال" قد انتهت مدة عملها، وبالتالي لا يحق لها أخذ أي "ليرة" لصالحها لأن الدولة لا تستفيد من أي مبلغ مالي يدفعه المواطن بظل انتهاء العقد بين الدولة و"فال"، وعدم انطلاق عمل الشركة التي فازت في المناقصة".
كما رجّحت المصادر أن "يصبح الدفع للمعاينة الميكانيكية في هيئة إدارة السير والمركبات "النافعة" وليس في مراكز المعاينة الميكانيكية وذلك حتى شهر شباط المقبل، بانتظار ايجاد حل لهذه الأزمة، كي لا تحصل "فال" على أموال رسميّة دون شرعية".
ولفتت مصادر الاجتماع بين طليس وعون إلى أن "رئيس الجمهورية وعد المجتمعين باعادة درس ملف مناقصات الميكانيك في أول اجتماع للحكومة العتيدة كما سيتم بحث ملف المناقصة الجديدة".
وفي سياق آخر، اعتبر رئيس الإتحاد العام لنقابات السائقين وعمال النقل في لبنان مروان فياض، في حديث مع "النشرة"، أن "اتحادات النقل البري في لبنان والتي كان يرأسها بسام طليس ارتطمت بالجدران وعند تشكيل الحكومة الجديدة أتاهم الأمر بسرعة من مسؤولهم الحزبي لفك الاعتصامات"، لافتاً إلى أن "ظروف اعتصاماتهم وظروف فك هذه الاعتصامات سياسية دون وجود أي مبرر مطلبي".
وأشار فياض إلى أن "الاعتصام كان يشمل عدداً كبيراً من السائقين الأجانب غير المرتبطين بالاتحادات، ولم يطلب الاتحاد يوماً بالمحافظة على حقوق السائقين اللبنانيين"، مشدداً على أن "أهداف الاعتصامات سياسية وليست مطلبية"، ومعتبراً أن "هذه الاعتصامات سببت أضراراً للمواطنين ولم تعطِ أي فائدة".
وبما يخص العمال، سيعود العمل في المراكز يوم غد الثلاثاء، ليعود الأمان اليهم وتزول مخاوفهم من طردهم من المراكز وليطمئنوا على لقمة عيشهم. ورحّبت اللجنة التأسيسية لنقابة عمال ومستخدمي المعاينة الميكانيكية في لبنان باتفاق طليس-عون. ووفق مصادرها، فإن "العمال ملتزمون بدوامات عملهم وغيابهم في الفترات السابقة كان بدعوة من الشركة "فال" التي رأت في حينه أن لا حاجة للعمال بالحضور لدوامات عملهم"، وشددت على أن "الاهمية بالنسبة لنا هو الحفاظ على حقوق الموظفين بغض النظر عن الشركة المشغلة وبعيداً عن كل الخلافات السياسية الموجودة".
استراح المواطن اللبناني من زحمات السير ومن تداعيات اغلاق مراكز المعاينة الميكانيكية التي ما وصلت إلى الاهداف المرجوة منها، واطمأن عمّال المعاينة الميكانيكية على لقمة عيشهم وزال الخوف عن مستقبلهم. وفي انتظار اجتماعات الحكومة الجديدة، ستبقى الشركة "فال" المشغلة للميكانيك دون أي مسوّغ قانوني لها.