أطلق رئيس الحكومة سعد الحريري بعد اعلان التشكيلة الحكومية في قصر بعبدا، وعودا عظيمة تطال المرأة اللبنانية، فهو الذي آل على نفسه كما قال أن يسمي وزيرا لوزارة الدولة لشؤون المرأة، وشاءت الأقدار ان يكون جان اوغاسابيان هو ذلك الوزير، فخلت أسماء وزراء "المستقبل" من أي امرأة، كذلك حال كل الاحزاب المشاركة في الحكومة باستثناء حركة أمل التي أدخلت المرأة الى حكومة "الذكور".
تفاخر الحريري في المؤتمر الاخير للتيار بإدخال العنصر الأنثوي الى المجلس السياسي، وتعيين الوزيرة السابقة ريّا الحسن نائبا لرئيس تيار المستقبل، ولكنه غفل عن تعيين امرأة في الحكومة، الامر الذي تراه الحسن عاديا و"تسامِح" التيار عليه كون الحكومة الحالية هي حكومة انتخابات ولن تعمّر طويلا. وتضيف الحسن في حديث لـ"النشرة": "لا يجوز الحكم على هذه الحكومة كونها تحمل أهدافا مختلفة عن الحكومات السابقة فهي لأجل الانتخابات فقط"، مشيرة الى ان خطوة تعيين اوغاسابيان في وزارة الدولة لشؤون المرأة أتت في مكانها فهو المحامي والمدافع الاول عن حقوق المرأة، مشددة على أنه ليس بالضرورة أن تدافع عن حقوق النساء امرأة، بل من الجيد أن يعرف الرجل ما تعانيه النساء من مشاكل. في المقابل تصف أحدى ناشطات تيار المستقبل "حديث" التيار عن إنصاف المرأة بـ"المسرحية"، متسائلة عن "التطبيق الفعلي" لهذه الشعارات. وتضيف عبر "النشرة": "لقد تعودنا على الخيبات".
لا يقف التفاخر عند حدود "المستقبل"، بل سبق للتيار الوطني الحر أن تفاخر بما ورد في قانونه الداخلي حول الزامية تمثيل المرأة في كافة القطاعات، ولكن الحكومة الحالية ضمّت 8 وزراء للتيار ورئيس الجمهورية ميشال عون دون أن يكون بينهم أي عنصر نسائي. وفي هذا الإطار تؤيد عضو المكتب السياسي في الوطني الحر رندلى جبّور ما قالته الحسن لناحية عمر الحكومة والواجبات الملقاة عليها. وتضيف في حديث لـ"النشرة": "نحن لا نعتبر الحكومة الحالية هي الاولى في العهد الجديد للرئيس ميشال عون بل هي حكومة انتخابات ولا تمثل أقصى طموح التيار الوطني الحر"، مشيرة الى أن حصة المرأة ستكون محفوظة في الحكومات المقبلة، مشددة على أن تسمية الوزراء لم تسبب ردة فعل سلبية، كاشفة أن النساء اللواتي وصلن لمراكز قيادية في التيار سارعن لتهنئة الوزراء الجدد.
من جهتها لم تكن تجربة "القوات" الحكومية أفضل فيما يخص المرأة، فالحزب الذي عين في تشرين الأول الماضي شانتال سركيس أمينة عامة للحزب لم يجد ناشطة حزبية تلبي مواصفات الوزراء الذين تحتاجهم "القوات" في المرحلة الحالية تقول سركيس، مشيرة في حديث لـ"النشرة"، الى أن القوات اللبنانية كانت السبّاقة في منح المرأة دورها في الحياة السياسية والحزبية. وتضيف: "كان المطلوب الإتيان بوزراء بمواصفات معينة ولو انطبقت هذه المواصفات على امرأة من الناشطات في تيار القوات اللبنانية فلم نكن لنتردد ثانية واحدة في تسميتهن للوزارة". اما بالنسبة لحزب الله فلم نجد من نسأله عن الأمر، وقد يكون "عدم التعليق" هو الجواب الأنسب.
لم يكن متوقعا تسمية بري لامرأة، فكل التوقعات كانت تدور حول اسمين أو ثلاثة أسماء مرشحة لتكون الوزير الثالث من حصة الحركة، وهنا لا بد من الاشارة الى ما كانت "النشرة" قد اعلنته سابقا بأن بري يحمل اسماء وزرائه الى بعبدا قبل الإعلان عن التشكيلة الحكومية بلحظات، وهذا ما حصل فعلا، فبري دخل قصر بعبدا بظل غموض تام يلف إسم الوزير الثالث، وكانت النتيجة توزير الدكتورة عناية عز الدين.
الوزيرة عناية عز الدين هي المرأة الوحيدة في حكومة ثلاثينية، ولا يوجد ما يشفع للقوى السياسية تغييب المرأة عن مجلس الوزراء، خصوصا وأنهم جميعا ينادون بحقوق المرأة في مؤتمراتهم، فهل يعلم هؤلاء أن "صدق" الخطاب يُقاس بالتنفيذ؟.