أكد رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" أسعد هرموش إن "عملية تأليف الحكومة خضعت للكثير من الابتزاز والمساومة والمحاصصة، ومورست ضغوط كثيرة على رئيس الحكومة سعد الحريري، تزامناً مع توقف محركات التأليف حتى يتم أخذ ما تم أخذه، فكان عليه الاختيار بين التراجع عن التأليف والاعتذار، أو الخضوع للمساومات، وللأسف قبِل الحريري بشروط الفريق الآخر، رغم أن هذه الحكومة هي حكومة انتخابات نيابية، وذلك بهدف تحقيق هذا الفريق أهدافه ومكاسبه السياسية".
وفي حديث اذاعي، أوضح هرموش ان "اليوم، باتت الحكومة تميل ميلاً كبيراً باتجاه فريق الثامن من آذار، مع وجود سبعة عشر وزيراً من فريق الثامن من آذار وثلاثة عشر وزيراً من فريق الرابع عشر من آذار، فيما "حزب الله" يمتلك لوحده الثلث المعطل، وإذا أضيفت حصة الحزب لحصة "التيار الوطني الحر"، يصبح معهما النصف زائد واحد ويستطيعون تعطيل أي قرار داخل مجلس الوزراء ويوافقون على القرار الذي يريدون، مع ملاحظة أن حصة رئيس الجمهورية وازنة".
وأشار الى أن "توزيع الوزراء على الوزارات لا يتعلق بالاختصاص والتقنية، بل بالمحاصصة والاستئثار ومحاولة تطويع وليِّ عنق الدولة لمصلحة الحزب والطائفة، ما يبعد الدولة عن المواطن والخدمات في ظل طبقة سياسية فاسدة، لا يهمها إلا تفصيل قانون انتخابي على قياسها".
واعتبر هرموش أنه "لا يوجد بعملية التأليف حسابات موازية بين تشكيل الحكومة والتمثيل النيابي، لكن الحسابات المذكورة غابت لصالح الاتفاق بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لجهة تأمين الحضور المسيحي، فيما تقلّص حجم الحضور على الساحة المسلمة السنّية لصالح احتكار التمثيل بتيار المستقبل فقط، ولاسيّما مع غياب عدة أطراف في هذه الساحة عن التمثيل الوزاري، بينها الجماعة الإسلامية".
وأكد أن "الحريري قدّم الكثير من التنازلات لتشكيل الحكومة من دون معرفة المدى الذي ستقف عنده التنازلات التي قد تكبر ككرة الثلج وتتدحرج نحو الهاوية".