ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداس عيد الميلاد منتصف الليل في كاتدرائية مار اسطفان في البترون حيث لفت إلى أن "ميلاد يسوع المسيح الإله بالجسد جاء في تمام الإزمنة إذ تمت أقوال الأنبياء وتحقق الوعد الذي قطعه الله لشعبه بأنه سيرسل له مخلصا هو المسيح الرب، فانتهى زمن الانتظار وبدأ زمن رجاء جديد. يستوقفنا في ميلاد 2016 ما أعلنه آشعيا عن زمن الرجاء، وما نادى به يوحنا المعمدان عن اقتراب الملكوت، وما بشر به ملاك الرب عن فرح عظيم وأرسل الله النبي آشعيا صوتا مناديا في البرية: أعدوا طريق الرب، ليعزي شعبه الذي كان لا يزال يعيش مأساة المنفى إلى بابل، معلنا أن زمن الشدة ولى والألم انتهى والخطيئة غفرت وأن العودة إلى الوطن باتت ممكنة عبر طريق سويت، خبرة المنفى كانت كارثة في تاريخ شعب الله الذي كان قد انكسر وخسر كل شيء وسيق إلى المنفى، خسر الأرض والوطن والحرية والكرامة، وخسر ثقته بالله فابتعد عنه وراح يشعر أنه متروك ولا رجاء له".
وفاد أن "الله يرسل إلينا علامات، فلنقرأها في ضوء إيجابيات زمننا الحاضر ولقد أرسل الله لنا بميلاده هذا العام هدية لم نكن ننتظرها والجميع اعتقد ان زمن الحروب والعنف والارهاب والتطرف والاضطهادات سيطول وان الخطيئة ستخيم علينا دائما ولم نصدق ان ملاك الرب يبشرنا برجاء جديد. في عيد الميلاد هذه السنة اصبح لنا رئيس للجمهورية وحكومة جديدة وإرادة جديدة، ونحن نكاد لا نصدق لأن زمن المحنة طال أمده. لقد تحررنا من الاحتلال ومن عقدة الخوف والمنفى واصبحنا اقوياء واصبحت لدينا القدرة على تقرير مصيرنا بيدنا ولسنا بحاجة لمن يقرر عنا. ميلاد 2016 هو رجاء جديد لنا، وعلينا ان نقوي ثقتنا بالله وايماننا به هو وحده الذي يصنع التاريخ وهو وحده الذي يكتب التاريخ. وغذا قلنا لتكن مشيئتك فنحن نطبق مشيئته ونسير على طريق التوبة لنستعيد ارضنا ووطننا، ونعيد بناء كل ما تهدم على مدى 41 سنة من الحروب عندنا ومن حولنا وقد آن الأوان لنعيد بناء الوطن لبنان، وطن رسالة لكل بلدان العالم، رسالة للحرية والكرامة والديموقراطية واحترام التعددية".
وأشار إلى أن "نحن اليوم في زمن الميلاد قادرون أن ننظر الى البعيد، الى مستقبل وطننا ومستقبل اولادنا الذين لهم الحق في العيش في وطن الكرامة وحرية الانسان، وان يعيشوا على ارضهم التي هي ارض المسيح بالذات، أرض القداسة. كما يحق لأولادنا ان يبنوا مستقبلا لهم بعيدا عن الخوف واليأس والتزلم ويسوع اليوم يباركنا ويبارك عائلاتنا ويبارك كنيستنا وشعبنا والمسؤولين عنا ورئيسنا حتى يتمكنوا من خلال الخطة التي وضعوها أن ينفذوا إرادة الله فيعود كل واحد منا يعيش حقه في الحياة ويبقى لبنان الوطن المميز والرسالة الفريدة من نوعها لكل بلدان العالم."