أشار راعي ابرشية زحلة والفرزل للكاثوليك المطران عصام درويش الى انه "لن يتوقف العنف في العالم ولن تغلق مصانع الاسلحة الا عندما يتحد المؤمنون بالمحبة ويتغلبون على خطيئتهم وعلى العنف الموجود في اعماق حياتهم، فدور الاديان هو صنع السلام اما المؤمن فعليه ان يتجند ليكون رسول السلام والعدالة في العالم، لا ان يستغل ارتباطه الديني لكي يقوم بأعمال تتنافى مع طبيعة الله لان الله محبة".
وخلال احتفال لمناسبة عيد الميلاد أقامته "اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي - الاسلامي" وجمعية "نلتقي لاجل الانسان"، اكد انه "وحده التعاون بين المؤمنين يؤمن العدالة والسلام في المجتمع، فهم شركاء في الانسانية، والحوار بينهم هو اكثر من تبادل آراء واحاديث وحل مشاكل آنية، انه لقاء قلوب وحج نحو الاخر، هذا الاخر في التفكير والعقيدة، وفي حواري معه اقبل بما يؤمن وادعوه ليسأل عن الهي ويقبل ايماني".
ولفت الى انه "يؤمن ابناء الاديان السماوية بأنهم ابناء ابراهيم بالايمان، فهم خلقوا على صورة الله ومثاله، هذا لا يعني ابدا أني ابشر بأن الاديان كلها واحدة ومتساوية، انما كرامة الانسان المؤمن متساوية، والحوار بين الاديان لا يهدف الى ايجاد ارضيات مشتركة بين الاديان، انما ليتواجه المتحاورون بالمحبة، والمحبة هي الكفيلة ان توصلهم الى الحقيقة المشتركة والى التفاهم المتبادل", مشيرا الى "انني افهم ان الديانات يجب ان تكون حامية "حضارة الوفاق" بين الناس تعطيهم الثقة بمستقبل افضل، ليس لاتباعها فحسب انما لجميع البشر، فمن غير الممكن ان نبني عالما تسوده العدالة دون تضامن حقيقي بين المؤمنين بإله واحد خالق الكون".
واشار الى انه "على رغم الضغوط العدائية والتطرف والدمار الموجود حاليا في مجتمعنا الدولي وخصوصا المجتمع العربي، وعلى رغم الاحداث الدموية التي نعيشها ونسمع عنها يوميا، لا نزال نأمل وخصوصا نحن المؤمنين، بأن زماننا سيكون زمن سلام، المهم ان نتكاتف ولا ندع هذا القرن ان يوصف ب "زمن الرعب" بل يجب ان يكون وقتا نحتفل به بأخوتنا فيصبح عصرنا عصر الاخوة بين البشر".
وأوضح انه "على المسيحيين الصالحين والمسلمين الصالحين ان يعتنقوا اليوم مبدأي الاخوة واحترام الاخر، ويكونوا معا رسالة الى العالم كله، فالعالم كله يتوق الى وضع المحبة فوق الكراهية، والمصالحة فوق الحرب، والحوار فوق الاقتتال، وهذا يعتمد على قدرتنا بالاقرار وبالاعتراف بعيوبنا ونواقصنا وان نواصل الحوار معا وننمي صداقتنا ونحترم مساحات الاختلاف الموجودة بيننا ونقوي مناخات الثقة لنقطع الاوكسيجين عن تجار العنف".
واعلن "ان اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي ، تعهدت منذ ان أنشاها مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، مواصلة الحوار مع المسلمين واقامة علاقات روحية وتاريخية، يستند الى اسس مشتركة تجمع الديانات السماوية، التي تؤمن بأنه واحد، خالق جميع البشر. يبدو لي ان هذا الحوار هو رغبة الهية لتتناغم العائلة البشرية، فيجد الناس المودة والاحترام المتبادل".
وناشد درويش "وزير الاعلام ملحم رياشي أن يوعز لجميع وسائل الاعلام ولا سيما المرئية منها، ان تتوقف عن بث الحلقات التي تتعاطى الشأن الديني والتي تثير التفرقة بين الاديان"، وقال: "نحن كلجنة اسقفية نستنكر كل الاساءات التي تنتج عن هذه الحلقات والتي تمس بالرسل والانبياء، نحن فخورون بمعتقداتنا الدينية ولبنان كان دوما بلد الرسالة وبلد المحافظة على القيم الروحية".