كثيرة هي الحوادث التي يقع فيها المواطنون ضحية سوء التنسيق بين الأجهزة الأمنية والبلديات، وآخرها ما حصل مع سامي (إسم مستعار) الذي إستفاق صباحاً ليتوجّه الى مكان عمله فوجد على سيارته المركونة في أحد شوارع منطقة الكولا محضر ضبط "وقوف ممنوع"، سطره شرطيّ سير رغم وجود السيارة في مكان مخصّص لركن السيّارات وفق نظام الوقوف مقابل بدل أو "البارك ميتر"، أو على الأقل هكذا يظنّ غالبيّة من يقصد ذلك المكان، خصوصا وأن "ماكينة" "البارك ميتر" موجودة بالقرب من السيارة.
يروي سامي لـ"النشرة" أنه "حاول التواصل مع القوى الأمنيّة عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي فجاءه الردّ بأن يتوجّه في اليوم التالي الى مركز مفرزة بيروت بمنطقة الطيونة"، ويشير الى أنه "في اليوم التالي إجتمع بآمر المفرزة الذي كان متعاوناً الى أقصى حدّ وأرسل درّاجًا الى المنطقة للكشف على موقع المخالفة ليتضح أن "البارك ميتر" موجود فعلا في مكان ممنوع الوقوف فيه، أو على الأقل في مكان لا وجود فيه لإشارات تُظهر أنه يمنع الوقوف في هذا المكان، فيما يسمح في المكان المجاور"، شارحاً أن "الضابط المسؤول أبلغه أنه عند البدء بالعمل بقانون السير الجديد وضعت الإشارة قريبة من اشارات المرور، وذلك لمنع المواطن من الركن بجانبها". وفي هذا السياق أكدت مصادر أمنية متابعة عبر "النشرة" أنه "بحسب رواية الشاب فإن الخطأ يمكن أن يحدث ويمكن له أن يرفع محضر الضبط الى القضاء على أن يُلغى إذا كان فعلاً غير محقّ"، لافتةً الى أن "لا سلطة للقوى الأمنية لتغيير مكان اشارات المرور بل تكمن مهمّتها بالأمور التنفيذية فقط لا غير".
في الصورة يبدو واضحا أن إشارة "البارك ميتر" موجودة في المكان الذي سطّر فيه الشرطي محضر الضبط، وهنا يشرح عضو بلدية بيروت هاغوب تريزيان أن "قضية "البارك ميتر" في هذا المكان بالذات واضحة، إذ صحيح أن الإشارة تقع بجانب المكان الذي لا يسمح فيه بالوقوف، ولكن الناس تدرك أن الإشارات على الأرض هي التي تحدّد نظام الوقوف في "البارك ميتر" ففي البقعة حيث الخط الاصفر يمنع الوقوف وهذا ما حصل"، مبدياً تفهمه لهذا الموضوع، واعداً بإزالة إشارة "البارك ميتر" حتى لا يظنّ آخرون أنه يمكنهم ركن سياراتهم في هذه المساحة دون الإنتباه أنها "محظورة".
في المحصّلة توزيع الإشارات بشكل خاطئ من قبل البلديات يجعل المواطن يقع "ضحيّة" عدم التنسيق بين قوى الأمن السيّارة والبلديات والمواطنين، إذ كم من أبناء المنطقة أو حتى الزوّار، سُطّرت بحقهم محاضر ضبط رغم ظنّهم أنهم يركنون سياراتهم في أماكن مخصّصة لذلك، ليدركوا بعدها أن هذا المكان "ممنوع عليهم"... "فهل تصلح بلدية بيروت الخطأ وتضع إشارة "البارك ميتر" في مكانها الصحيح وعندها يتحمّل كل مواطن نتيجة ما يفعل؟!".