"معرض خيرات أرضنا" في النبطية هو الأول من نوعه على صعيد تقريب المسافة بين المنتج والمستهلك، ويساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة وقضائها، وهو من تنظيم بلدية النبطية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ونقابة بائعي الخضار والفاكهة ووزارة الزراعة ومؤسسة جهاد البناء.
تشارك في هذا المعرض، الذي أفتتح برعاية إمام مدينة النبطية عبد الحسين صادق، 30 تعاونية زراعية وعدد من صغار المزارعين، ويهدف إلى المساعدة في تصريف انتاج التعاونيات وتشجيع الانتاج البلدي، بعيداً عن منطق المضاربة والمنافسة الأجنبية، وهو شهد اقبالاً مرتفع الوتيرة من أبناء النبطية والبلدات المحيطة، وسيتحول إلى مركز دائم في السوق المركزي للخضار والفاكهة.
بين أرجاء المعرض وأقسامه المتعددة، تفوح رائحة الانتاج الزراعي البلدي، من الزعتر والسمسم والبهارات والمربيات ودبس الرمان والخروب والزهورات والكبيس والمخللات والعسل والزيتون وزيت الزيتون والخضار، وغيرها من المونة الجنوبية التي تحضر خلال فصل الصيف لتباع في المعارض، وهذا الانتاج، الذي ينطلق من أرض الجنوب ليصل الى كل الوطن، بحاجة الى دعم دائم من وزارة الزراعة.
"النشرة" جالت في المعرض والتقت عدداً من المنظمين والمشاركين، حيث أكد رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل أن "الهدف تصريف الانتاج الزراعي لدى التعاونيات وتقديمه للمواطن بأسعار مشجعة وبنوعية جيدة، والتشجيع على الانتاج البلدي المحلي والزراعي العضوي، بالإضافة إلى تعزيز القطاع الزراعي التعاوني والحرفي وتقريب المسافة بين المنتج والمستهلك، وهو سيضخّ الحيوية إلى سوق النبطية، والنبض بين البلدات والمدينة لتلعب التعاونيات دورا نشطا في المجال الزراعي".
ولفت كحيل إلى أنه "يتخلل المعرض ندوات ارشادية توجيهية متنوعة حول التوضيب والعناية بالاشجار المثمرة وسلامة الغذاء والتسويق"، مؤكداً أنه "يلعب في الوقت الراهن دوراً اساسياً في تنمية الاقتصاد المحلي، وسيلعب دوراً أكبر في المرحلة المقبلة على مستوى المنطقة والمحافظة والقضاء".
من جانبه، شدد رئيس جمعية تجار محافظة النبطية جهاد فايز جابر، في حديث لـ"النشرة"، على أن المعرض يعزّز دور الحركة التجارية في النبطية ويساهم في تنشيطها في ظل الركود الاقتصادي الذي تشهده الأسواق المحلية، مؤكداً أن بلدية النبطية وكل المنظمين نجحوا في جمع المزارع والتاجر بين جنبات المعرض، مضيفاً: "ستكون أقسام المونة وبيع الخضار في الخدمة وبأسعار تناسب الجميع لنبقى معاً من أجل اقتصاد زراعي نشط ومن أجل تعاونيات فعالة نستطيع أن نساعدها في تسويق كل منتجاتها".
بدوره، أشار رئيس نقابة بائعي الخضار والفاكهة في النبطية جهاد الدقدوق، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن فكرة اقامة المعرض جاءت من البلدية، بالتعاون مع النقابة، لتنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة وتعزيز التعاون بين المزارعين والتجار، وهي خطة ستكون دائمة لتبقى النبطية تضخ الحيوية في أقسام البلدات المحيطة، كما القلب الملتصق مع شرايينه، والهدف تحريك العجلة الاقتصادية، لافتاً إلى أن هذا الأمر يجب أن يلقى دعماً حكومياً تحت عنوان دعم الأمن الغذائي والدخل الزراعي الفردي، ليبقى المزارع في أرضه قمة في الانتاج والعطاء، وليبقى هذا السوق قادراً على تصريف الانتاج من خلال التعاونيات الزراعية.
أما رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في يحمر الشقيف ناصر حسن علي عليق، فشدد، عبر "النشرة"، على ضرورة استنهاض التعاونيات الزراعية ودعمها من خلال وزارة الزراعة لتبقى ترفد وتدعم الأسواق والمعارض بالانتاج البلدي الجنوبي، و"لتبقى أرضنا التي ارتوت بالعرق والدماء والتضحية تعطي انتاجاً عاماً بعد آخر عبر تشجيع المزارعين على الزراعة التي تبقى ركنا من أركان الاقتصاد اللبناني".
في النهاية يبقى أن نشير الى أهميّة أن تولي الدولة اللبنانيّة أهميّة للمزارع ليتشبّث بأرضه ويبقى فيها.