استطاعت "النشرة" منذ أشهر أن تضغط على إدارة الجامعة اللبنانية الاميركية في بلاط-جبيل، لتفتح مواقف مجانيّة للطلاب، وذلك بعد ما كشفته "النشرة" في تقرير نُشر في 31 آب 2016 بعنوان "فاليه باركينغ" "إجباري" بجامعة "LAU" في بلاط جبيل". فتحت الجامعة المواقف واستمرت شركة "الفاليه" بعملها، ولكن مع بداية فصل دراسي جديد عادت القضية الى الواجهة بعد "إشكال" بين نجل مالك موقف للسيارات ورئيس البلدية أندريه القصيفي.
يملك والد المحامي بيار الخوري قطعة أرض قرب الجامعة يستثمرها كموقف للطلاب، ولكن منذ أشهر قليلة أبلغه رئيس بلدية بلاط أندريه القصيفي، بضرورة تأجير العقار للسيد نجيب عويس مالك شركة "الفاليه" باركينغ العاملة في تلك المنطقة إن اراد الاستمرار باستثمار الأرض، يقول الخوري في حديث لـ"النشرة". ويضيف: "بعد مرور 3 أشهر على توقيع العقد، قام عويس بإلغائه دون تحمّل البند الجزائي فيه، رغم ذلك عاد العقار للعمل كموقف للسيارات، ولكنني ذهبت منذ يومين الى مبنى البلدية للمراجعة بشأن "كسر" العقد، فطُلب مني اغلاق العقار".
"عم تستفيد، تروك العالم تستفيد" كانت الجملة التي أشعلت غضب رئيس البلدية، يقول الخوري، مشيرا الى أنه تعرض بعدها الى اهانات من قبل القصيفي ومضايقات من قبل شبان كانوا ينتظرون خارج المكتب، مشددا على أنه بصدد تقديم شكاوى قضائية امام النيابة العامة المالية بسبب شركة "الفاليه" اولا وامام المحكمة الجزائية بسبب تعرضه للإساءة ثانيا.
لا ينفي رئيس البلدية أندريه القصيفي أن إشكالا وقع في مكتبه بينه وبين الخوري، مشيرا الى أنه لا يمكن ان يظل صامتا أمام شخص يتهجم عليه في مكتبه ويتّهمه بالسرقة. ويقول القصيفي في حديث لـ"النشرة": "بيار الخوري رجل بلا منطق ويدّعي زورا انه محامي، وانا احترمت والده بسبب كبر سنه، ولكنه تمادى عندما اتهمني بالسرقة وبالقول أن "عديلي" هو مالك شركة "الفاليه" باركينغ قرب الجامعة"، مشيرا الى أن البلدية اتخذت قرارا باسترجاع حقوقها من جميع العاملين في قطاع مواقف السيارات في نطاقها. ويضيف: "انذرنا الجميع وطلبنا منهم الحصول على ترخيص مقابل عملهم، والزمناهم بوجوب دفع كل المستحقات المتوجبة عليهم للبلدية وبمفعول رجعي"، لافتا النظر الى ان ما يسري على الجميع يسري على الخوري وبالتالي عليه أن يستحصل على الترخيص وان يدفع ما عليه والا سنلجأ للقضاء و"نضع اشارات" على عقاره ومنزله وسيارته".
بالعودة الى ملف "الفاليه" باركينغ، تقوم شركة "OLS" بإشغال الطريق العام بعد تحويل جوانبها من قبل البلدية الى مواقف للسيارات، ويشير الخوري الى أن "رئيس البلدية قام بتحويل طريقا عاما تابعا لوزارة الأشغال الى موقف للسيارات بعد أن قام بمناقصة دخل فيها 3 أشخاص وفاز بها شخص قريب منه هو نجيب عويس، ويستفيد منه"، مشيرا الى أن "موظفين تابعين للبلدية يعملون مع شركة الفاليه باركينغ". ومن جهته يؤكد رئيس البلدية ان لا علاقة له بشركة "الفاليه" باركينغ ولا يربطه بصاحبها أي رابط. ويقول: "الشركة حائزة على ترخيص قانوني من المعنيين ونحن خططنا الطريق لتنظيم السير ولم نقبل بوضع ماكينات الباركميتير لانها ستكلف الطلاب مبالغ طائلة يوميا"، مشيرا الى ان الشركة تدفع للبلدية مبلغ 40 مليون ليرة سنويا، مشددا على أن مصاريف البلدية تستدعي الحصول على الاموال. ويلفت القصيفي النظر الى أن الشركة أيضا قامت بتوظيف 12 شخصا من "بلاط" ولم تقبل البلدية بتوظيف اجانب، وهذا أيضا يعني أن 12 عائلة في بلاط تسترزق من عملها في الشركة.
كان السؤال في التقرير الاول ولا زال كيف يمكن لشركة أن تقبض أموالا لركن السيارات على جانبي طريق "عام" تابع لوزارة الأشغال العامة والنقل بالوقت الذي يُمنع فيه الطلاب من التوقف في تلك الامكنة، وكيف تصبح الامكنة العامة، خاصة كرمى عيون شركة، وكيف تقوم البلدية بتخطيط "المواقف" تحت اشارات "ممنوع الوقوف، كما تُظهر الصور؟. كل هذه الاسئلة المشروعة وجدت جوابا واحدا من قبل رئيس البلدية: "الهدف تنظيم السير وتأمين الاموال للبلدية". الأمر الثاني الهام هو ما كشفه القصيفي في حديثه عن كون ادارة الجامعة اللبنانية الأميركية قررت "إلغاء" مجانيّة المواقف التي افتتحتها العام الماضي للطلاب، وهذا إن صحّ فسيحرّك الهيئات الطلابية حكما، ولكن بما أننا في اليوم الاول للفصل الجديد فعلينا الانتظار لأيام قليلة ريثما يبدأ الطلاب بالحضور، يقول أحدهم لـ"النشرة".
من جهة، قرر الخوري التوجه الى القضاء متسلحا بنسخة العقد الموجودة بحوزته وكاميرات المراقبة في مبنى البلدية ومكتب الرئيس، وهذه الكاميرات هي نفسها ما يتسلح بها القصيفي أيضا، وهنا يصبح القضاء هو الحكم، ومن جهة ثانية تبقى مسألة شركة "الفاليه" والأملاك العامة وموقف الطلاب، فهل نشهد تصعيدا في الساعات المقبلة؟.