قبل حوالي شهر وتحديداً قبل عيدي الميلاد ورأس السنة، زار السفير البابوي غبريال كاتشيا راعي أبرشية صيدا ودير القمر وبيت الدين المارونية المطران الياس نصار. في تلك الزيارة، طلب كاتشيا من نصّار قبوله شرف إرساله من قبل الفاتيكان والبابا فرنسيس، زائراً رسولياً على أوروبا، وبسرعة لم يكن يتوقعها السفير البابوي، أجاب نصار "عم بتعاقبوني ظلماً بطريقة غير مباشرة، شو بدنا نقول للناس بعد كل الحملات القضائية والإعلامية التي أقيمت ضدي"؟ فكان جواب كاتشيا "فليكن الجواب إنه شرف أعطاني إياه قداسة البابا".
سأل نصّار زائره إذا كان يحمل معه له أي كتاب خطّي عن الأمر الذي طلبه منه، فكان جواب السفير البابوي، "الكتاب موجود وسأرسله لاحقاً". وعندما وصلت رسالة كاتشيا الى نصّار ردّ الأخير عليه قائلاً "لقد وردتني رسالتك، وأنا سأعطي جوابي لقداسة البابا مباشرةً". جواب نصّار لم يعحب السفير البابوي الذي عاجله قائلاً "ليس بهذه الطريقة تسير الأمور، ونحن نعرف ما الذي يجب أن نفعله".
في عيد القديس مار أنطونيوس الأسبوع الفائت التقى نصار مع كاتشيا في دير سيد اللويزة، وعلى طاولة الغداء، كانت المفاجأة، "يجب أن تقدم إستقالتك من الأبرشية قبل الخامس والعشرين من كانون الثاني الجاري وإلا سنضطر الى إعلان الشغور في منصب راعي الأبرشية" قالها كاتشيا لنصّار الذي غادر لبنان بالأمس متوجهاً الى الفاتيكان لمحاولة لقاء البابا فرنسيس، وإستضياحه عما يحصىل ولماذا صدر هذا القرار بعدما أثبت براءته من كل التهم الموجهة اليه إنطلاقاً من خلفيات سياسية بحتة.
وحتى عودة المطران نصار الى لبنان، يتوجه محبّوه الى الصرح البطريركي الأحد المقبل للمشاركة في القدّاس الإلهي ومحاولة طرح القضيّة مع البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، لينتقلوا بعدها الى وقفة تضامنية مع المطران نصار أمام مقر السفارة البابويّة في حريصا.