وصل معدّل إرتفاع السكّري لدى غسان حداد الذي بلغ وزنه حوالي المئة وثمانية وأربعين كيلوغراماً الى ما يفوق 400 ملغرام في الصباح الباكر، وبعد تناول أدويته الخاصة، أما مخزون السكري (نسبة السكر في الدم والتي يجب ألاّ تتجاوز 6%) فحدّث ولا حرج، حتى أن الأنسولين لم يكن يؤثّر عليه فكان يصل الى حدود 13% صباحاً وهي نسبة مرتفعة جداً هذا مع الأمراض المترافقة لوزنه الزائد.
السمنة والسكّري
عانى غسان الأمرّين جراء وزنه الزائد وإرتفاع السكرّي يومياً بشكل هائل لديه، حتى قرّر ذات يوم وبعد إستشارة الطبيب إجراء عملية جراحية في الأمعاء لتخفيف السمنة(1)الزائدة. وهنا يشرح رئيس قسم الجراحة في مستشفى أبو جودة الدكتور يوسف اندراوس عبر "النشرة" أنه "يوجد نوعان من الناس، ونوعان من العمليات الجراحية لمعالجة مرضى السكري، فمن لديه الدهون زائدة (BMI) في الجسم تتراوح ما بين 27 و40(2)(أي يعاني من وزن زائد)، ولم نستطع أن نعيد السكري الى معدّله الطبيعي عبر الأدوية نذهب الى إجراء جراحة لتصغير الأمعاء"، وهنا يعد إندراوس المرضى بأن "الشفاء من السكّري سيكون تاماً ولن يضطر المريض الى تناول الأدوية أبداً، إذ انه بمجرّد خسارة 10% من الوزن نستطيع أن نخفّف حوالي 50% من مرض السكري في الجسم".
أنواع جديدة
ويضيف: "في النوع الثاني من السكري حيث يفوق معدّل BMI لدى هؤلاء الأشخاص الـ40 نذهب الى إجراء جراحة للأمعاء، وهناك عدّة أنواع منها: التصغير، الطيّ أو القصّ"، ويشدّد على أن "عمر العمليّة الجراحية لقصّ الأمعاء قصير إذ بعد سنتين أو أكثر تعود الى حجمها ويعود السكري الى ما كان عليه قبل الجراحة"، وشارحاً أنه "بتنا اليوم أمام خيار جراحي جديد وهو ما يسمى MGB (Mini Gastric Bypass) والعملية هنا تكمن في تصغير الأمعاء، وتغيير مسار الطعام، ما يعني التسهيل على المريض والطبيب عملية شفاء السكري عبر إنشاء أمعاء صغيرة في الجسم وتغيير المسار"، مؤكداً أن "علاج مرضى السكّري بهذا النوع من العمليات مضمون وفعال".
علاج وحلول
عانى غسان من عوارض تورّم القدمين، الضغط، الإرهاق وغيرهما من العوامل المترافقة مع السمنة والسكري، ولكن بعد خضوعه لجراحة MGB (تصغير الأمعاء مع تغيير مسلك الطعام) خسر ما يفوق الخمسين كيلوغراماً، وبعد عشرين يوماً من الجراحة خضع لفحص السكرّي ليتبيّن أنه لا يتخطى الـ90 ملغراما، وهو المعدل الطبيعي، أما مخزون السكّر في الدم، فلم يتجاوز الـ5 بالمئة، ومنذ سنة ونصف من إجراء العملية لم يتناول حبّة دواء واحدة خاصة بالسكري أو الأمراض المترافقة وهو يعيش حياته بشكل طبيعي.
في المحصّلة بات لمرضى السكري والذين يعانون من وزن زائد، العلاج لحالتهم الّذي يخلّصهم من مشكلتين في نفس الوقت، وقلّة قليلة من المرضى تعود وتعاني من هذه الأمراض إذا إختارت أو أجريت لها الجراحة الخاصة بها!
(1)السمنة درجات تبدأ بالعادية ومن ثمّ ننتقل الى الوزن الزائد ومن ثم السمنة درجة أولى، ثانية، ثالثة لتصل الى السمنة المرضيّة.
(2)BMI أو Body Mass Index وهو يرتكز على تقدير الدهون في الجسم والمخاطر التي يمكن أن تنجم عن ذلك نتيجة زيادة الوزن. والـBMI ما بين 25 الى 30 يعتبر وزنا زائداً ويمكن أن نعيده الى الوزن الطبيعي بواسطة العلاجات الطبية. أما BMI في حال تخطى 30 فاننا نتحدث عن درجة أولى من السمنة. وفي حال وصول BMI الى 40 وما فوق فهذا معناه أن الانسان يعاني من السمنة الزائدة ويعتبر مؤهلاً لإجراء الجراحة، إذا كان لديه الاستعداد النفسي والارادة لذلك.