أكد مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص في كلمة له خلال الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد الرائد المهندس وسام عيد ومرافقه المعاون أسامة مرعب أنه "كما في كلِّ عامِ نستذكرُ ذلك التفجيرَ المشؤومَ الذي أودى بحياةِ شهيدِنا البطلِ الرائد وسام عيد, ذكرى أليمةٌ, إلا أنَّها عطرةٌ بعبقِ الشهادةِ وذكيةٌ بدمائِه الطاهرةِ التي روَتْ معَ دماءِ غيرِه من
الشهداءِ أرضَ لبنانِنا الحبيب".
وأشار اللواء بصبوص الى انه "تسعُ سنواتٍ مضَتْ غابَ فيها الشهيدُ عنّا جسدًا, أمّا روحُه فلم تبارحْنا أبدًا, إذ بقيَتْ وستبقى ملهمةً لنا في كلِّ مقارعةٍ معَ الإرهابِ والإرهابيّين, وها هم زملاؤه في شعبةِ المعلوماتِ برئاسةِ العميد عماد عثمان يستقون ممّا إبتكرَه وأرساه من برمجياتٍ ذكيةٍ وتطويرٍ مميزٍ يستبسلون في كشفِ الشبكاتِ الإجراميةِ ومخطّطاتِها اللئيمةِ, وإحباطِها قبلَ تنفيذِها، وما العملية التي نفذتها هذه الشعبة مساء امس بالتعاون والتنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني والتي ادت الى افشال محاولة تفجير انتحارية وتوقيف حامل الحزام الناسف إلا خير دليل على ذلك"، لافتاً الى انه "تسعُ سنواتٍ خلَتْ, وذكراه لم تبارحْ أروقةَ المديريةِ العامّةِ ولا مكاتبَ شعبةِ المعلوماتِ التي عملَ فيها طوالَ سنواتٍ متواصلةٍ معَ زملاءَ له أحبَّهم وأحبّوه, فكانوا شهداءَ على نبلِه ومناقبيّتِه وتفانيه في العطاءِ حتّى الشهادةِ بحيث أنجزَ خلالَ سنواتِ خدمتِه القليلةِ الكثيرَ الكثيرَ من الإنجازاتِ، رغمَ تعرُّضِه لعدّةِ محاولاتِ اغتيالٍ لم تثنِه عن مواصلةِ عملِه الفنّي والميداني".
واعتبر أنه "كانَ للشهيدِ البطلِ بصماتُه الواضحةُ في إماطةِ اللثامِ عن خفايا جريمةِ العصرِ التي أودَتْ بحياةِ رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري, وشهدت المحكمةُ الجنائيةُ الخاصّةُ بلبنانَ، بأهميّةِ ما توصّلَ إليه الشهيدُ من استنتاجاتٍ، وما كشفَه من أدلّةٍ وقرائنَ هامّةٍ بنيَتْ على أسسٍ علميةٍ ومنطقيّة, إذ تمكّنَ بفطنتِه وذكائِه المعهودِ، من كشفِ خيوطِها والشبكاتِ والخلايا التي أُنشئَت وكلّفت بتنفيذِها بإتقانِ قَلَّ نظيرُه، ولم تقتصرْ إنجازاتُ الشهيدِ على كشفِ خفايا جريمةِ اغتيالِ الحريري؛ إنّما تمكّنَ بفضلِ عقلِه النيِّرِ من كشفِ العديدِ من شبكاتِ التجسّسِ التي كانت تعملُ على الأراضي اللبنانية لصالحِ إسرائيل، والعديدِ من الشبكاتِ الإرهابية, كلُّ ذلك من خلالِ اعتمادِه لمنهجيّةٍ علميّةٍ ذكيّةٍ في تحليلِ داتا الاتّصالاتِ الهاتفيّةِ وشبكةِ الإنترنيت، بمساعدةِ فريقِ عملٍ متواضعٍ، بإمكانيّاتِه وعديدِه وبإشرافِ الشهيدِ البطلِ وسام الحسن، من إحرازِ الإنجازِ الأمنيِّ تلوَ الأخر, إلى أن أضحى لبنانَ مثلًا يُحتذى به، في كشفِه للشبكاتِ التجسّسيةِ وتصدّيه للخلايا الإرهابيةِ، وفي إرسائِه لفلسفةِ الأمنِ الوقائيِّ، من جرّاءِ كشفِ تلك الشبكاتِ وتفكيكِها، ومشاركتِه الميدانيّةِ في إحباطِ مخطّطاتِها واعتداءاتِها الإرهابيةِ
قبلَ وقوعِها, الأمرُ الذي وفَّرَ على لبنانَ وشعبِه العديدَ من الخسائرِ البشريةِ والمادّية.